فقدان المجففات يفشل محصول الذرة.. نصفه بات عرضة للتلف والتعفن..!
دمشق – محمد العمر
على الرغم من وفورة إنتاج الذرة هذا الموسم واختلافه عن الموسم الماضية، إلا أن نتائج الحصاد لم تكن مرضية للفلاحين بعدما أصبح نصف المحصول عرضة للتلف والعفن، فما تم تقديمه لهم من بداية زراعة الذرة إلى الإنتاج لم يكن إلا مجرد وعود فقط، حتى التكاليف التي دفعها الفلاح كانت مرتفعة وعلى نفقته الخاصة إذ لم يقدم للمحصول حسب قول الفلاحين أي شيء من المستلزمات كأسمدة ومحروقات ودعم سقاية وغيرها.
واكتملت المعاناة بفشل التسويق ورفض أغلب الكميات الموردة من الذرة مع غياب المجففات نتيجة الشروط التعجيزية لمؤسسة الاعلاف!
لم تكتمل فرحة الفلاح بزيادة الإنتاج بالمساحة والكمية التي تضاعفت عن الأعوام المنصرمة، حسب بيانات وزارة الزراعة التي قدرت الإنتاج بـ 500 ألف طن بمساحة منفذة أكثر من 93 ألف هكتار، فقد وجد الفلاح بعد هذا الإنتاج أن ما قيل عن تأمين المجففات وجهوزيتها كان عبارة عن تصريحات خلبية فحسب، وأنه كان من الصعب تجفيف المحصول في هذا الوقت من الطقس خاصة بالعراء وتحت زخات المطر، مطالباً بتأمين المجففات وعدم تركه لمواجهة مصيره بنفسه.
رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين محمد خليف أكد أن مؤسسة الأعلاف منذ البداية وضعت شروطها الصعبة لاستلام المحصول من حيث نسبة الشوائب والرطوية، واتحاد الفلاحين رفع مذكرة بهذا الخصوص لوزارة الزراعة تطالب باستلام كامل المحصول من قبل الفلاح تناسباً مع التكاليف المرتفعة التي بذلت للمحصول، لكن إلى الآن لم تستلم الأعلاف أكثر من واحد بالمئة من الإنتاج بكميات أقل من 5 آلاف طن.
وعن المجففات بين خليف أنها أحد العوائق التي وقفت أمام الفلاح خاصة أن القليل من المجففات ذات استطاعة منخفضة لا تلبي الحاجة، وبالتالي لن تمكن الفلاح من تسويق إنتاجه لمؤسسة الأعلاف كما يجب، مما يجعل جزءا كبيرا من محصول الفلاحين معرض للتلف جراء فقدان المجففات، وما تبقى جزء محدود تم بيعه للقطاع الخاص.
من جهته الدكتور ثامر الحنيش مدير إدارة المحاصيل بوزارة الزراعة لم يخف أنه -ورغم نسبة التنفيذ هذا الموسم البالغة 150 بالمئة مما هو مخطط له من الذرة الصفراء- إلا أن ما تعرض له المحصول كان مجحفاً من حيث التسويق والتجفيف، خاصة بعد فشل كل المناقصات لإيجاد مجففات من القطاع الخاص مما يجعل محصول الذرة عرضة للتلف بسبب فقدان هذه المستلزمات الهامة للتسويق وتحقيق الشروط والمواصفات المطلوبة.
على الطرف الآخر، اعتبر المدير العام لمؤسسة الأعلاف عبد الكريم شباط أن المؤسسة عملت ما عليها وقدمت الأسعار المجزية والمشجعة لاستلام المحصول بعدما تم رفع نسبة الشوائب من 5 إلى 12 بالمئة ورفع نسبة الرطوبة إلى 14 بالمئة وإعطاء التسهيلات للمزارع من قبض مال استلام المحصول خلال يومين فقط، ليوفرّ الإنتاج على خزينة الدولة دفع كميات كبيرة من القطع الاجنبي كأعلاف بسبب الإنتاج الجيد، لكن الفلاح حسب قوله يبقى عجولاً لبيع محصوله للسوق السوداء في سبيل تغطية تكاليف محصوله بأسرع وقت، في حين أنه لو انتظر لفترة قصيرة وقام بتجفيف محصوله بمراوح تقليدية ضمن مستودعاته لأخذ الثمن بشكل مضاعف، مبيناً وجود نقص بالمجففات وعدم تغطيتها للمحصول ومن ثم عدم قدرة المؤسسة على شراء مجففات جديدة، ولا سيما أن كميات الإنتاج هذا العام تحتاج إلى عدد كبير من المجففات، داعياً المستثمرين إلى الاستثمار في هذا القطاع، وتأمين مجففات للموسم القادم، وأن هناك تسهيلات كبيرة لمن يرغب في إنشاء مجففات من خلال التمويل وتخصيص الأرض المقدمة للمشروع.