التعاون ومفعوله السحري!
أكرم شريم
من المؤكد أن أي نوع من التعاون بين فرد وآخر أو مجموعة وأخرى أو شعب وآخر إنما هو عمل إنساني، وعمل خير للجميع، وكل ما نتمناه أن ينتشر هذا التعاون وأن يكون إيجابياً وصادقاً ومخلصاً بين الجميع!. ونضرب مثلاً بطفل يبحث حواليه عن شيء قد فقده وهو خائف ومنزعج ويكاد يبكي فيمرّ رجل ويسأله: ما بك؟ فيقول له الطفل إنه أضاع ورقة نقدية بمبلغ مئتي ليرة سورية، فيلتفت الرجل إلى الوراء ويخرج من جيبه ورقة المئتي ليرة سورية ويتحرك إلى الأمام خطوات وينحني ثم يقول للطفل: لقد وجدتها لك! ويعطيه الورقة النقدية والطفل يتأمله مستغرباً وشاكراً.
وهذا رجل قد تدمر بيته وهو يحاول وبصعوبة أن يصلح جانباً منه، فيمرّ رجل ويراه، وعلى الفور يذهب ويتصل ببعض المقتدرين مالياً ويطلب منهم أن يتعاونوا لمساعدة هذا الرجل، فيأتي أحدهم ويعطيه مبلغاً ويأتي الآخر ويحضر له من يساعده في إصلاح بعض ما تخرب من المنزل، ويأتي ثالث ويشتري له ما يفيد في إصلاح ما تخرب، وهكذا حتى يتشكل هذا التعاون الكلي ويعيدون المنزل إلى ما كان عليه من بناء متكامل وقوة وسلامة وباب منزلي قوي وسليم ونفس الألوان السابقة، والرجل صاحب المنزل ينظر إليهم وبدهشة واستغراب وكأنه غير مصدق ما يحدث وأسباب ما يحدث!.
وهذه امرأة توفي زوجها وعندها أربعة أطفال وليس عندها معيل آخر، وتبدأ تشتكي وتطلب المساعدة من جيرانها وأهلها ولا تحصل على ما يكفيها هي وأولادها، هذا على الرغم من آلامها لأنها تطلب وترجو وتتوسل، فيأتي رجل وقد سمع بحكايتها ويطلب من زوجته أن تعطيها هذا المبلغ الآن، وفي الوقت نفسه أن تقنع بعض السيدات بتقديم المساعدة لهذه الإنسانة، ويتفاجأ الجميع فيما بعد بأن أحوال هذه المرأة الأم وأطفالها قد تحسّنت جيداً، والأهم أن هذا التعاون لمساعدتها سيتسمر عن طريق السيدات اللواتي بدأنه، ومدى الحياة، وقد صار بعضهن يقمن بزيارتها إذا كان ينقصها شيء هي أو أولادها الذين صاروا يذهبون إلى المدرسة، مثل أقرانهم، وبكل محبة وحرص على الدراسة. ويستمر هذا الحال أيضاً وبمفعوله السحري، ومدى الحياة أيضاً!.
وهذا رجل مسنّ تجاوز الثمانين عاماً من العمر ويعيش وحده، وتأتيه بعض مساعدات من أولاده ولكنها لا تكفي، وخاصة لمساعدته للتخلص من عزلته، ولمساعدته صحياً أيضاً، خاصة وأن دخول المشفى والمعالجة فيه قد تحتاج إلى مبالغ هائلة، فمن أين له كل ذلك؟! وفجأة يظهر له رجل مسنّ أيضاً ولكنه مقتدر مالياً، ويأخذه على الفور إلى المشفى ويعالجه، ثم يأتي له بمساعدة منزليه تطبخ له وتنظف وتقوم بكل الأعمال المنزلية والشراء من الخارج وشراء الأدوية له، وتستمر حياة هذا الإنسان على أفضل ما يمكن.
وهكذا تكون النصيحة اليوم، أن للتعاون مفعوله السحري، فإلى التعاون أفراداً أو جماعات وشعوباً ودائماً وباستمرار!.