“زغلاد”.. إيقاع شركسي سريع في دار الأوبرا
ملده شويكاني
الرقصة الشركسية الشهيرة “زغلاد”، ذات الإيقاع السريع كانت ضمن الأمسية المنفردة التي قدّمتها الفرقة الفنية للجمعية الخيرية الشركسية في دار الأوبرا في الأيام الأخيرة من هذا العام… لتكون ختام نشاطاتها الفنية بإشراف هلال ذو الكفل، وقد صمّم الرقصات ربيع ونسيم خواج. وتضمّنت مجموعة رقصات عبّرت عن حكايات من الفلكلور الشركسي من حيث الأزياء والألوان والقلنسوة، وأظهرت خصوصية الرقص الشركسي الذي غدا طقساً مألوفاً يستهوي جمهور الأوبرا من خلال مشاركته اللافتة بمهرجانات قوس قزح بإشراف الأستاذ إدريس مراد، وبالأمسيات المنفردة.
ويشغل الرقص الشركسي جزءاً من التراث اللامادي، إذ رافق الشراكس في بلاد الشتات، متمسكاً بجذوره في القوقاز، ويمثل حالة تعبيرية عن فنون القتال والمبارزة والقوة والحماسة والفروسية، إضافة إلى الحكايات العاطفية والقصص المستوحاة من العادات والطقوس الاجتماعية.
يتميّز بالحركات السريعة والقدرة على أداء حركات صعبة بالقفز واستخدام أدوات القتال، والرقص بالمكان والمشي السريع على رؤوس الأصابع، ويتم التركيز على الصوليصت الإفرادي والثنائي في مشهدية تعبيرية عن حكاية الرقصة.
ومن المعروف أن التراث الشركسي عامة يعدّ جزءاً من التراث السوري، وقد حافظت الجمعية الخيرية الشركسية التي تأسست عام 1948 على هذا الإرث الثقافي والإنساني، وعلى اللغة الشركسية الغربية والشرقية، وتتمركز فروعها في المناطق الأكثر تجمعاً للشراكس، مثل الجولان وقدسيا ومرج السلطان وغيرها، وتعمل على الصعيدين: الاجتماعي والإنساني برعاية الأسر المحتاجة، والمسار الفني، ليس فقط بالأمسيات الموسيقية والراقصة، وإنما بإقامة المعارض التي تعنى في جانب منها بالأعمال اليدوية وتفاصيل التراث الشركسي من خلال معرضين أساسيين يقامان في مقر الجمعية في حيّ ركن الدين في دمشق “بازار الخريف وبازار الربيع” ويعملان على فرصة التواصل الاجتماعي واللقاءات بمشاركة واسعة من ربات البيوت وجمعية الحرفيين وليس فقط لأقلية الشركس.
ويشكّل زيّ المحارب الشركسي علامة مميزة بالمنتجات الشركسية المعبّرة عن تاريخ الشركس وملامح من تراثهم بالرقصات الفلكلورية، إضافة إلى الرقصات الوطنية بتضمينها بفنية بتصنيع القلادات والإكسسوارات الصغيرة و”البورتوكليه”، ولوحات السيراميك. أما الاهتمام بالتطريز بالقطبة الشركسية لمفردة “آديغيه” أي شركسي على ثياب الأطفال والقبعات والسترات، فيشّكل جانباً مهماً بغية الحفاظ على التراث الشركسي ولاسيما للأجيال الجديدة. وتسعى الجمعية لإقامة نشاطاتها المتعددة على مدار العام.