مغردو الفتنة على “تويتر” في خدمة البنتاغون
تقرير إخباري:
نعيش اليوم في ظلّ التأثير الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي على شعوب العالم قاطبةً، وقدرتها على تكوين الرأي العام، وقيادة الجماهير، وإزاحتها لقنوات التلفزة والصحف والمجلات، وتحولها إلى المصدر الرئيس للأخبار والمعلومات.
وكعادتها، لم توفر الولايات المتحدة الأمريكية الفرصة في استغلال هذه المنصّات الاجتماعية لإثارة الاضطرابات وزعزعة استقرار دول العالم وخاصة في منطقتنا العربية، لا سيما أنّ معظم هذه الوسائل تم إنشاءها وتطويرها على يدّ الخبراء الأمريكان، وتضمّ في صفوف موظفيها عدّدا كبيرا من وكلاء المخابرات المركزية الأمريكية “سي أي أيه”.
وفي هذا الشأن، كشف موقع “فرانس سوار” الإخباري الفرنسي في مقالٍ بعنوان “الحروب في الشرق الأوسط.. ملفات تويتر تكشف كيف قامت المنصة بحماية دعاية البنتاغون لسنوات”، عن العلاقة بين وزارة الدفاع الأمريكية وشركة “تويتر” الإعلامية الخاصة.
وشرح الصحافي الاستقصائي في الموقع، لي فانغ، أن الملفات التي تفضح تلك العلاقة ستستمر في الظهور، حتى يترك أو يستمر الرئيس الجديد لــ “تويتر” إيلون ماسك، في منصبه كرئيس تنفيذي.
كذلك أشار فانغ إلى أنه “خلف الكواليس، أعطى تويتر الموافقة، وحتى الحماية الخاصة”، لعمليات التأثير النفسي للجيش الأميركي على الإنترنت، مع العلم أن حسابات الدعاية في البنتاغون كانت تستخدم هوياتٍ سرية، ولم يعلّق تويتر على الأمر لمدة عامين أو أكثر”.
وفي تبيانٍ لعلاقة لتبعية التي تربط المنصة بالبنتاغون وتسخيرها لخدمة هدف نشّر الدعاية المغرضة ضدّ الدول التي تناصبها واشنطن العداء وفي الوقت نفسه تلميع أنظمة الدول التابعة لها، كتب فانغ أن المسؤول في القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، كاهلت ناثانيال، أعطى للمديرين التنفيذيين في تويتر قائمةً تضم 52 حساباً باللغة العربية في عام 2017، “تُستخدم لتضخيم رسائل معينة”، وطلب “خدمة الأولوية لستة حسابات، والتحقق من حساب واحد، ووضع القائمة البيضاء” للحسابات الأخرى، وتسهيل وصولهم إلى تحقيق (ترند)”.
هذه المعلومات توضح الحقيقة وراء الكثير من الحسابات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تنشر تغريداتٍ موجهة إلى العرب، تحرّض على الفتن الطائفية والعرقية، وتدعو لإثارة الاضطرابات وزعزعة استقرار الدول الثابتة على مواقفها من التغول الأمريكي في منطقتنا، كما تقوم هذه الحسابات الخبيثة بالدفاع عن جرائم جيشي الاحتلالين الأمريكي والإسرائيلي ضدّ الشعوب العربية، وفي الوقت ذاته تدعو للتخلّي عن. القضية الفلسطينية، وتروّج لما يسمى بــ”التطبيع” مع كيان الاحتلال الإسرائيلي تحت ذرائع واهية لا أساس لها، وعلى الرغم من ذلك، فإن الشعوب العربية أثبتت في مناسباتٍ لا حصر لها أنها ستبقى ثابتةً في الدفاع عن قضاياها المحقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
إبراهيم ياسين مرهج