“فتاة القطار” محاولة قتل الحقيقة بالإدمان
نجوى صليبه
تُطرد رايتشل واتسون (إيميلي بلنت) من عملها، لكنّها تستمر في ركوب القطار الذي يؤدّي إليه كلّ يومٍ، لكي تمتّع ناظريها بمنزل اشترت معظم أغراضه وأدواته وعاشت فيه بدايةً جميلةً مع طليقها توم (جستن ثيرو) الذي خانها وتزوّج من آنا واتسون (ريبيكا فيرغسون) وكيلة عقارات كانت تعمل معه، وأنجبت له طفلةً لم تستطع رايتشل إنجابها لأسباب صحّية ونفسية تكوّنت نتيجة مكره وخداعه وإصراره على شربها الكحول لدرجة أنّه جعل منها مدمنةً بذاكرة ضعيفة، نكتشف مع تطوّر الأحداث حقيقتها، ففي أحد الأيّام وبينما يمرّ القطار من أمام منزل طليقها تشاهد جارتها ميغان هيبويل (هيلي بنيت) على شرفة منزلها برفقة رجل، مشهد يقرع ذاكرتها ويشحذها على التّيقّن من أنّ هذا الرّجل ليس زوجها بل عشيق جديد.
أيّام وتقرأ رايتشل في الصّحف اليومية خبر مقتل ميغان في ظروف غامضة، فتخبر زوجها سكوت هيبويل (لوك إيفانز) بأنّها رأت زوجته مع رجل آخر، ويطلب منها التّعرف عليه من خلال صورة رجل، وتؤكّد رايتشل أنّه هو ذاته، ليتبّين أنّه طبيب نفسي يُدعى كمال آبديك (إدغار راميرز) تقصده ميغان للعلاج من مشكلة نفسية تعانيها وهي علاقاتها الغرامية المتعددة.. يذهب سكوت إلى الطّبيب ويتشاجران، وعندها يعرف أن رايتشل هي زوجة توم المدمنة، التي كثيراً ما أخبرته عنها زوجته أخباراً روتها آنا، ومن بينها محاولتها اختطاف طفلتها، فيقتحم منزلها ويتّهمها بالجنون وبالتّلاعب فيه، مشككاً بكلّ ما نطقت به.
أيّام عصيبة تمرّ على رايتشل وهي تحاول تذكّر ما حصل في ذلك اليوم، عندما لحقت بـ ميغان، وأرادت التّحدث معها، طيف رجل يضربها ويركلها ويرميها أرضاً – وعلى ما يبدو فإنّ “بعد كلّ شّدة فرج” – تتذكّر ما حصل وتركض إلى منزل طليقها توم لتحذّر آنا من مصيبة قادمة، لكنّه ينتبه لوجودهما في حديقة المنزل ويدخلها عنوةً، وهناك تروي الحقيقة كاملةً.. تروي كيف ضربها واصطحب ميغان إلى الغابة، وسمعت حديثهما كاملاً، فيحاول منعها من إكمال حديثها أمام زوجته، مبرراً ذلك بأنّها، أي رايتشل، مريضة نفسية ومدمنة كحول وتتبع “هلوساتها” فقط، لكنّ آنا تفاجئه وتخبره بأنّها وجدت جوّال ميغان بين أغراضه.. تتابع رايتشل سرد الحادثة وتقول إنّ ميغان طلبت من توم أن يتزوّجها ويعترف بطفلهما الذي تحمله، وهذا ما رفضه بشدّةٍ، بحجة أنّ مثيلتها لا يمكن أن تكون أمّاً لطفله، فقتلها وأخفى جثّتها بين الأشجار.
ويحاول توم قتل الحقيقة ثانيةً، فيهدّد زوجته بقتلها وقتل طفلتها فتصعد إلى الطّابق العلوي، ويستمرّ هو بضرب رايتشل وركلها، ويلحق بها إلى الحديقة ليمنعها من الذّهاب إلى الشّرطة، لكنّها تقتله بالأداة ذاتها التي دمّر فيها حياتها وهي السّكين التي تفتح زجاجات الكحول.. مشهد تراقبه آنا من النّافذة ثمّ تختفي، لنجدها تسير إلى جسد زوجها المدمّى، تمسك بالسّكين ذاتها وتحرّكها في جسده لكي تتأكّد من موته وتقترب منه لتلطّخ قميصها بدمائه، وفي قسم الشّرطة تروي للمحققة رايلي (أليسون جاني) ما حدث وتؤكّد أنّ كلّ ما كانت تقوله رايتشل حقيقة، وبأنّ قتلهما لـ توم كان دفاعاً عن النّفس.
“فتاة القطار”، أو “الفتاة التي في القطار”، هو عنوان فيلم الإثارة النّفسية والمبني على رواية ألّفتها باولا هوكينز، عام 2015، وفي العام ذاته حصلت شركة “دريم ووركسبيكتشرز” على حقوق الفيلم، وتعاقدت مع إيرين كريسيدا ويلسون لكتابة السّيناريو، ومع تيت تايلور لإخراج الفيلم، ليكون بذلك أوّل فيلم تُوزّعه شركة “يونيفرسال بيكشرز” في إطار صفقة توزيع مع شركة “دريم ووركسبيكتشرز”، وفي عام 2016 عُرض الفيلم أوّل مرّة في لندن ومن ثمّ في الولايات المتّحدة الأمريكية، محصّلاً إيرادات بقيمة 173 مليون دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم مُقابل ميزانية إنتاج بلغت 45 مليون دولار.
رُشّح الفيلم لعدد من الجوائز، وفي معظمها كانت لـ إيميلي بلانت كأفضل ممثلة، منها “جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام 2017″ و”جائزة زحل في عام 2017” و”جوائز نقابة ممثلي الشّاشة 2017″، كما رُشّح لـ “جائزة نقابة خبراء التّجميل ومصففي الشّعر” في العام ذاته “آلان دانجيريو”، وأمّا الجوائز التي ظفر فيها فهي “جائزة خيار الشّعب 2017″ لأفضل فيلم إثارة، و”جائزة أفلام هوليوود” عام 2016 فئة جائزة منتج هوليوود “ملاك بلات”.