رياضةصحيفة البعث

منتخب الشباب خطوة نحو الأمام.. لكنها لا تكفي

ناصر النجار

الخطة التي اعتمدها اتحاد كرة القدم بشأن منتخب الشباب خطة معقولة، وهي أكثر من خطوة جيدة، ونأمل أن تجدي نفعاً بكرتنا وتنعكس إيجاباً عليها في المستقبل.

هذه الخطة تحتاج إلى رافد حقيقي لضمان نجاحها واستمرارها، وهو منتخب الناشئين، وكما نعلم فإن سن منتخب الشباب محدود وما يلبث شبابنا الواعد أن يصبح في المنتخب الأولمبي كحركة طبيعية تفرضها أنظمة المسابقات في الاتحاد الدولي وكل الاتحادات الوطنية الأخرى، لذلك لا بد من تفعيل منتخب الناشئين من جديد ليسير على الوتيرة نفسها، ولو لم يكن لديه استحقاق قريب، من أجل أن تصبح السلسلة متكاملة.

وحتى لا يبدأ منتخب الشباب من الصفر دائماً، فإن هذا الأمر يتطلب توافقاً بين المدرسة التدريبية التي تقود منتخبنا الوطني للشباب وبين المدارس المختلفة العاملة في الأندية، فإذا افترضنا أن النهج الذي يسير عليه منتخب الشباب هو صحيح بالمطلق ومفيد، إلا أنه لا يكفي لأن العجلة الكروية تتطلب وجود منظومة كروية متقاربة في الإعداد والتحضير لتنتج الأندية لاعبين مؤهلين لدخول المنتخبات ضمن المنظومة ذاتها، وفي تصريح سابق للمدرّب الهولندي لمنتخب الشباب مارك فوته قال: ليس كل لاعب دوري يصلح ليكون لاعباً في المنتخب الوطني ولو كان متفوقاً ونجماً لامعاً، لأن مواصفات لاعب المنتخب تختلف تماماً عن مواصفات لاعب الدوري.

من غير المنطق أن تنتظر كرتنا طفرات ليصبح لديها مجموعة من اللاعبين الجيدين، وليس من المنطق أن يبدأ مدربو المنتخبات من الصفر مع لاعبي الأندية، وهذا يفترض الاتفاق مع الأندية لتأمين مدربين اختصاصيين لفرق القواعد مع خطة عمل كاملة تتناسب مع خطة المنتخب الوطني وخصوصاً جهة الإعداد البدني والنفسي والطبي.

واقع الحال يفرض الاتجاه نحو القواعد في الأندية كإجراء ضروري لإنعاش كرتنا من جديد ولصناعة مستقبل واعد بلاعبين يتجهون نحو الكرة العالمية بعيداً عن العشوائية والارتجالية والفوضى التي نشهدها في أنديتنا.

على الطرف الآخر فإن أنديتنا على ما يبدو غير مقتنعة بموضوع العناية بالقواعد، وكل ما تفعله أنها تنتظر ولادة موهبة من هذا الفريق أو ذاك ليتابع مسيرته حسب المتاح، مع العلم أن الموهبة بالذات تحتاج إلى صقل وتنمية لتصبح نجماً، فالموهبة الفطرية تقف عند حدّ معيّن.

بالمختصر إن لم تصدر قرارات ملزمة تفرض على الأندية رعاية القواعد كما هو متبع في المدارس والأكاديميات العالمية فلن تنجح خطة الاتحاد الحالية، ولن نحلم بجيل كروي قادر على النهوض بكرتنا في المستقبل القريب.