دورات التدريب…فوائد “مالية” لاتحادات الألعاب والرياضة آخر الاهتمامات
لا يكاد يمر أسبوع إلا وتشهد قاعات مبنى الاتحاد الرياضي في دمشق أو فروعه في المحافظات دورات تأهيل لمدربين أو حكام في مختلف الألعاب، وسط إقبال متفاوت على حضورها بين رياضة وأخرى مع تواجد كثيف في الدورات التي يمكن أن تمنح الحاضر فيها شهادة تمكنه من إيجاد فرصة عمل في ناد أو بيت رياضي.
الموضوع برمته وفق رؤية بعض الخبراء إيجابي في بعض جوانبه فهو يسهم في زيادة عدد الكوادر ويوسع رقعة الألعاب، ويجعل المعارف التي يتلقاها المدربون والحكام الجدد علمية وليست حصيلة خبرات سابقة أو عادات متوارثة إن كان المحاضرون مؤهلين.
لكن ذات الخبراء أكدوا أن ما يحصل في بعض هذه الدورات معيب للغاية ويسيء للهدف الرياضي ولا يسهم سوى في المكاسب المالية للقائمين على بعض اتحادات الألعاب دون وجود أي فائدة رياضية حقيقية.
ففكرة أن يكون المحاضر صاحب شهادة علمية عالية أو بطلاً مخضرماً في اللعبة ليست من النوافل أو الشكليات، بل يفترض أن تكون شرطاً أساسياً كون المحاضر صاحب التجربة الواسعة سيكون قادراً على إيصال المعلومة الصحيحة بأفضل طريقة، وحتى في حال كان المطلوب وجود طبيب مختص لدورات التغذية أو غيرها فالطبيعي أن يكون الطبيب معتمداً من اتحاد الطب الرياضي لا أن يدعو كل اتحاد الطبيب الذي يعرفه أو يناسبه ليحاضر في دارسين قد يكون بعضهم أصحاب شهادات عليا أو لا يملكون سوى شهادة متوسطة.
وإذا انتقلنا من جانب المحاضرين إلى التنظيم فالملاحظ أن عدد الدورات بات يزيد عاماً بعد عام في اتحاد معينة مثل بناء الأجسام، وهذا أمر قد يكون ضرورياً مع وجود عدد كبير من الدارسين لكن المستغرب دخول دورات في اختصاصات جديدة لرياضات لا يُعرف أساسها ويفترض أنها تتبع لاتحاد واحد!
الجوانب المالية في دورات التدريب والتحكيم هي الأمر الشائك الذي يفترض أن يكون تحت أعين المكتب التنفيذي، فرسوم دورة التدريب وسطياً هي 100 ألف ليرة ورسوم دورة التدريب والتحكيم هي 130 ألف ليرة، ولو فرضنا أن عدد الحاضرين لدورة تدريب وتحكيم يبلغ 300 دارساً سيعني أن وارداتها ستتخطى 39 مليوناً نسبة اتحاد اللعبة منها 50%، ما يعني بالضرورة أن مصلحة الاتحاد هي زيادة عدد الدورات، مع التشدد في شروط هذه الدورات لضمان زيادة عدد الدارسين وضرورة تطوير شهادتهم بشكل دوري.
ملف الدورات التدريبية والتحكيمية يجب أن يحظى بالاهتمام اللازم من القيادة الرياضية فتخريج مدرب غير مؤهل وجعله يفتتح نادياً لن يضر بالمدرب ذاته فقط بل سيؤذي جيلاً كاملاً من الرياضيين، وبالتالي الأمر ليس بالبساطة التي يتعامل معها البعض أو يروج لها.
المحرر الرياضي