ليلة رأس السنة.. إطلاق نار عشوائي يبحث عن سلطة القانون!
لينا عدره
يتحول معظم السوريين في ليلة رأس السنة إلى سندريلا، إلا أن الاختلاف الوحيد هو في نهاية قصتها السعيدة، فبمجرد أن تصل عقارب الساعة إلى الثانية عشرة ليلاً تهرول سندريلا خارج القصر، بينما نحن نهرول لنختبئ في منازلنا مبتعدين عن النوافذ، خوفاً من الجبهات التي ستُفتَح، والتي تُستَخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة من قبل حفنة من الخارجين عن القانون لتنتهي ليلتنا بحصيلةٍ من القتلى والجرحى!
تقول سناء، وهي أمٌّ لثلاثة أطفالٍ معوقين يعانون من الشللٍ الدماغي: باتت ليلة رأس السنة بمثابة كابوسٍ مرعبٍ بالنسبة لي، ففي السنة الماضية تعرّضت ابنتي لنوبة صرعٍ نتيجة خوفها من أصوات الرصاص، وكنت أحاول أن ألتزم تعليمات طبيبها بأن أمسكها وأثبتها مع والدها لغاية انتهاء النوبة، أما هذه السنة، ولشدة خوفها من أصوات الرصاص، اضطررنا لإسعافها للمشفى، فالنوبة هذه السنة كانت أشد وأقوى من قبل!!
والسؤال الذي يطرحه معظم السوريين ولو من باب التهكم: هل لدينا سوقٌ خاص ببيع الأسلحة، كما تُباع باقي المستلزمات المعيشية الأخرى، ونشتري منه الرصاص والقنابل؟! وإلا فكيف نفسّر عدم محاسبة أولئك الخارجين عن القانون؟ أليس هناك قيود خاصة لكل سلاح وذخيرة؟ وبالتالي أليس من الطبيعي أن تتم محاسبة أي شخص ومساءلته قانونياً، عن سبب ومكان استخدامه لكل رصاصة تمّ إطلاقها بغير مكانها الطبيعي؟! خاصةً وأن وزير الداخلية أصدر بياناً واضحاً وصريحاً قبل أيامٍ من حلول رأس السنة الميلادية.
إن عدم الالتزام بما صدر يعطي مؤشرات خطيرة أقلها أن هناك من لا يكترث، ويعتبر نفسه فوق القانون، بحيث وصلنا إلى مرحلةٍ باتت فيها أي مشكلة، ومهما كان حجمها، تمرّ مرور الكرام!!