هل يتحوّل الفشل في انتخاب رئيس للكونغرس إلى أزمة سياسية؟
تقرير إخباري:
في سابقة هي الأولى من نوعها منذ نحو مئة عام، فشل مجلس النواب الأمريكي في انتخاب رئيس له للمرة الثالثة على التوالي، ويبدو أن الانقسام الداخلي الذي يعانيه الحزب الجمهوري صاحب الأغلبية في مجلس النواب في الانتخابات النصفية الأمريكية، بات سمة عامة للحياة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لم تعُد هناك رغبة حقيقية بين المواطنين الأمريكيين في الاهتمام بهذا الجانب، على اعتبار أنهم صاروا ينظرون بالفعل إلى أعضاء الحزبين الأساسيين في الولايات المتحدة على أنهم مجرّد أحجار شطرنج، ما دام كلا الحزبين يسعى إلى تحقيق المآرب الخاصة له على حساب المصالح العليا للناخب الأمريكي الذي وجد نفسه في خضم الظروف الاقتصادية التي يعيشها المجتمع الأمريكي على هامش اهتمامات هذين الحزبين.
ومن هنا ليس غريباً أن ينعكس كل ذلك انقساماً حاداً في المجتمع الذي يعاني أصلاً من التمييز على أسس عدّة ليس آخرها التمييز على أساس حزبي، ومن هنا لم يجد الرئيس الأمريكي جو بايدن نصراً يستعين به على سلسلة الفشل التي لاحقته طوال فترة حكمه سوى في الإعلان عن أن عدم قدرة الحزب الجمهوري على انتخاب رئيس لمجلس النواب بالكونغرس الأمريكي، عارٌ على بلاده، ملقياً اللوم على الحزب الجمهوري: “هذه ليست مشكلتي.. هذا عار” علينا و”العالم يراقب ما يحدث في الكونغرس”.
وفشل مجلس النواب الأمريكي بعد 3 جولات من التصويت في انتخاب رئيس له.
وأفادت قناة CBS News التلفزيونية بأنه لأول مرة منذ 100 عام فشل مجلس النواب الأمريكي في اختيار رئيس له من الجولة الأولى، بعد عدم جمع الجمهوري كيفن مكارثي الأصوات الكافية لانتخابه.
من جهته، حثّ الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الجمهوريين على التصويت لزعيم الحزب الجمهوري مكارثي في انتخابات رئيس مجلس النواب، بعد فشل التصويت لمصلحته 3 مرات.
وكتب الرئيس السابق على شبكته الاجتماعية “تروث”: “حان الوقت الآن لكي يصوّت النواب الجمهوريون العظماء في مجلس النواب لمصلحة كيفن”.
وأضاف: “لا تحوّلوا نصراً عظيماً إلى هزيمة عملاقة ومحرجة”.
وحمّل الرئيس الأمريكي السابق، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزوجته، مسؤولية الاضطرابات في الحزب، بعد فشل مكارثي في الفوز برئاسة مجلس النواب.
وقال ترامب: “هناك الكثير من الاضطرابات غير الضرورية في الحزب الجمهوري”، مشيراً إلى أن الفوضى ترجع في جزء كبير منها إلى ماكونيل وزوجته، (وزيرة النقل السابقة إيلين تشاو) وحلفائهما الـRINO”، أي الجمهوريين بالاسم فقط.
وفشل مكارثي في محاولاته الأولى والثانية والثالثة لتولّي منصب رئيس مجلس النواب يوم الثلاثاء.
وأعلن زعيم الأغلبية في الحزب الجمهوري مواصلة التنافس في انتخابات رئاسة مجلس النواب الأمريكي، خلال الجولة الرابعة المقرّرة، الأربعاء، بعد فشله في ثلاث جولات بسبب خلافات بين النواب الجمهوريين.
وحصل مكارثي في الجولتين الأولى والثانية على 203 أصوات، متخلفاً عن الديمقراطي زعيم الأقلية حكيم جيفريز، الذي كان ترشحه رمزياً، لكنه حصل على أصوات 212 ديمقراطياً كاملة، ليتوحّد حزبه خلفه، بينما استشرى الانقسام بالناحية الأخرى من المجلس.
ويحتاج انتخاب رئيس مجلس النواب أغلبية من 218 صوتاً، وهي عتبة لم يتمكّن مكارثي من بلوغها خلال جولات التصويت الثلاث.
فهل يتحوّل الفشل في انتخاب رئيس لمجلس النواب إلى أزمة سياسية في البلاد تُضاف إلى مجموعة الأزمات التي تعانيها الولايات المتحدة، وخاصة أن الانتخابات الأخيرة النصفية أظهرت وجود انقسامات حادة في المجتمع الأمريكي حول مجموعة من القضايا التي يتخذها كلا الحزبين عنواناً له في حملاته الانتخابية ثم لا يلبث أن يتخلى عنها بعد المتاجرة بأصوات الناخبين.
طلال ياسر الزعبي