الهيئة الوطنية للجودة والاعتمادية بصدد تحديث بنوك الأسئلة في الامتحانات المقبلة
دمشق- لينا عدره
أكد رئيس الهيئة الوطنية للجودة والاعتمادية د. رياض طيفور أن نتائج الامتحان الوطني للصيدلة كانت مرضية، خاصة وأنها أوجدت تبايناً واضحاً بين الجامعات، مشيراً إلى أن الهيئة ستقوم بتحديث بنوك الأسئلة لكل الاختصاصات في الامتحانات المقبلة، لأنه لا يجوز أن يكون عدد الأسئلة بالمئات بل بالآلاف ولاسيما في ظل الغنى الواسع بمناهج وطبيعة الكليات والاختصاصات، وأنه يتم إجراء امتحانين وطنيين في السنة وأحياناً 3 إذا كان هناك دورة استثنائية.
وأشار طيفور إلى أن الهيئة طلبت من كل الجامعات تزويدها بأسئلة لتحديث بنوك المعلومات، مشدداً على أن الأسئلة ليست سلعة عادية تتغير مواصفاتها، وإنما هي اختبار للطلاب بمناهج درسوها، وأن بنك الأسئلة من ضمن المنهاج والخطة التدريسية وتركز على المهارات التي يجب أن يمتلكها الخريج، ولا تركز على خطة دراسية ومنهاج محدّد، وبالتالي المهارات واحدة، سواء كان الخريج من سورية أو من أية جامعة أو دولة أخرى.
وبيّن طيفور أن طلاب الصيدلة اعتادوا على تكرار أسئلة محدّدة، وعمدوا لإجراء مقارنة مع الامتحانات السابقة، ومع امتحانات الطب البشري والأسنان التي كانت نسب النجاح فيهما عالية جداً، لافتاً إلى أن الهيئة بدأت عملها بالتزامن مع التجهيز للامتحانات الوطنية في الشهر الرابع تقريباً، وبعد الإطلاع على البيانات المتوفرة حول الامتحانات الوطنية ضمن المركز سابقاً، تبيّن أن بنوك الأسئلة الموجودة قديمة ومتداولة منذ حوالي عشر سنوات، ومضمون هذه البنوك ضحل جداً وعدد الأسئلة الصالحة للاستخدام قليل جداً، إضافة إلى وضع إشارة X على عدد كبير من الأسئلة لأنها غير صالحة، لذلك تمّ توجيه كل الجامعات بضرورة التعاون مع الهيئة وتزويدها بأسئلة لإغناء بنك الأسئلة الخاص بالامتحانات الوطنية وفق معايير محدّدة، إضافةً إلى توزيع ملف خاص على الجامعات لإدخال الأسئلة ضمن هذا الملف وفق تصنيف معيّن.
وأضاف طيفور أنه ورد إلى الهيئة بعض الأسئلة من بعض الكليات وكانت قليلة جداً ولا تفي بالغرض، فكانت البداية مع امتحان الطب البشري الذي كانت بعض الأسئلة الخاصة به غير صالحة، وفق ما أكدته اللجنة المعنية بوضع الأسئلة حسب المحاور، لتقوم بعدها لجنة أخرى بعدد أعضاء أقل بتنقيح النموذج الذي وضعته اللجنة السابقة، ليتم اعتماده لاحقاً، مشيراً إلى أن عدد الأسئلة الجديدة التي تضمنها امتحان الطب البشري كانت قليلة جداً، ما دفع الهيئة إلى الاعتماد على بنك الأسئلة القديمة في الامتحان الوطني للطب البشري بشكلٍ أساسي، والأمر نفسه ينسحب على طب الأسنان، الذي أيضاً لم يتم تزويد الهيئة بأسئلة كافية له، وهو أحد أسباب ارتفاع نسب النجاح بشكلٍ كبير في كلا الاختصاصين كونها موجودة بين أيدي الطلاب.
أما فيما يخص امتحان الصيدلة فلقد كان المجال أفضل وكان هناك متسع من الوقت كونه آخر امتحان يأتي بعد الطب البشري والأسنان، وفعلاً تم التواصل الحثيث مع عمداء كليات الصيدلة في كل الجامعات، والطلب منهم تزويد الهيئة بمجموعة كافية من الأسئلة شارك عدد كبير من الأساتذة بوضعها، وتم عرضها على لجنة مؤلفة من 13 شخصاً لاختيار نموذج للامتحان وفق المحاور التي حدّدها قرار مجلس التعليم العالي، والتي لا يمكن تجاوزها كما أُشيع، مؤكداً التزامهم بالمحاور والأسئلة من دون زيادة أو نقصان، وكان هناك رضا من الطلاب الذين أكد معظمهم أن الأسئلة متوسطة، باستثناء بعض الجامعات الخاصة التي اعترض فيها بعض الطلاب على صعوبة الأسئلة التي ركزت على بعض المحاور.
وأكد طيفور أن النتائج بيّنت الفرق الواضح في المستوى بين جامعة وأخرى، وهو برأيه مؤشر صحيح، خاصةً وأن نسب النجاح وصلت لأكثر من 90%، فالجامعات الحكومية تباينت نسب النجاح بمعظمها بين 80- 86% بينما كانت وبشكلٍ وسطي 35% إلى 75 في الجامعات الخاصة، معتبراً أن سبب هذا التفاوت يتعلق بالطالب نفسه، لأن المنهاج واحد في كل الكليات والأساتذة هم نفسهم من يدرس في الجهتين وهم نفسهم من شارك بوضع الأسئلة.
وأكد طيفور أن هذا التباين موجود أيضاً في الجامعات الحكومية وهو مؤشر طبيعي، لأن الجامعات تختلف حسب الأداء والجودة والبنية التحتية والجهاز الإداري، وكلها تتعلق بالجودة الأمر، لافتاً إلى أن الهيئة بصدد إجراء تحليل بيانات وفق المحاور لوضع الجامعات بصورته، خاصةً وأن بعض الكليات تحقق نسب نجاحٍ مرتفعة في محورٍ معيّن بينما في الجامعة نفسها نجد في محور آخر نسب نجاح متدنية.
وأضاف طيفور أنه لا يمكن مقارنة نتائج التحليل على مستوى جامعة واحدة، بل على مستوى كل الجامعات، وأن نتائج التحليل تفيد حسب المحور، وليس بشكل إجمالي، فقد نجد نسب نجاح تصل لـ 80% في محورٍ معين في إحدى الجامعات ولكن إذا ما ذهبنا للمحور آخر بالجامعة نفسها قد نجد نسب النجاح منخفضة جداً، وبالتالي هذا الانخفاض في نسب النجاح يحتّم على الجامعة أن تركز وتقف عنده، وتبحث عن سببه، خاصةً إذا ما وجدنا أن المحور نفسه في جامعة أخرى يحقق طلابه نسب نجاح مرتفعة جداً، ما يعني إذاً أن المشكلة ليست في الأسئلة، ليختلف الأمر إذا كانت نسب النجاح متدنية للمحور نفسه في كافة الجامعات، عندها يمكننا أن نقول إن المشكلة في الأسئلة، مختتماً حديثه بأن ما يجري الآن هو وضع أسئلة موحدة للجميع ومصحح واحد فقط، وبالتالي شروط عمل متماثلة للجميع، والمتغير الوحيد هو الطالب والجامعة.