بلومبيرغ: على كييف تجنّب ضرب الأراضي التي أقرّ الغرب بأنها روسية
تقرير إخباري:
تتزايد الخشية في أوساط الغرب الجماعي، وخاصة في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، من إمكانية انزلاق الوضع في أوكرانيا إلى حرب شاملة بين الغرب وروسيا، على خلفية إصرار الدول الغربية على تزويد نظام كييف بأسلحة قادرة على استهداف العمق الروسي، الأمر الذي يؤكد رغبتها في استهداف روسيا عبر أوكرانيا، وبالتالي يمكن أن تتدحرج هذه الاستفزازات إلى مواجهة بين الناتو وروسيا، وهذا ما يثير مخاوف عدد من الساسة والمحللين الغربيين الذين تلمّسوا مخاطر هذا النوع من الاستفزاز، ومن هنا راحوا ينظرون إلى تطوّر نوعية السلاح الذي قرّرت موسكو استخدامه في الحرب على أنه تلويح مباشر بإمكانية استخدام هذا السلاح في استهداف أهداف داخل الدول الغربية وخاصة صواريخ تسيركون فرط الصوتية التي باتت تثير حالة من الرعب والخوف في تلك الأوساط.
وفي هذا السياق، أكدت صحيفة Bloomberg في مقال نشرته، أن على أوكرانيا تجنّب ضرب الأراضي التي يقرّ الغرب بأنها روسية، على الرغم من تزويد حلف الناتو لقوات كييف بالأسلحة الهجومية المتطوّرة.
وأكد الكاتب، أندرياس كلوته، في مقاله أن “أوكرانيا يجب أن تتوقف عن استخدام الأسلحة الغربية لشنّ هجمات مضادة على الأراضي الروسية، بل أن تتوقف عن مهاجمتها تماماً”.
وأضاف كلوته: إن أولوية الولايات المتحدة وحلفائها في الأزمة الأوكرانية، هو تجنّب المواجهة المباشرة مع روسيا، ولذلك فهم يختارون الأسلحة التي يرسلونها لقوات كييف بعناية.
وأشار كلوته إلى أن إعلان الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، الأخير حول إمداد قوات كييف بمركبات قتالية، من طراز Bradley، وMarde، كان حلف الناتو يرفض إمداد أوكرانيا بها سابقاً، مؤشر على تغيّر كبير في مواقفهم.
وفي كانون الأول 2022، أفادت صحيفة Wall Street Journal، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، بأن الولايات المتحدة أجرت تعديلاتٍ على أنظمة HIMARS التي أرسلتها لقوات كييف، حتى لا يتمكنوا من ضرب عمق الأراضي الروسية، واعتبر البيت الأبيض هذا الإجراء ضرورياً للحدّ من مخاطر الانجرار إلى صراع مباشر مع موسكو.
من جهة ثانية، أثارت صواريخ “تسيركون” الروسية، فرط الصوتية، رعب الخبراء العسكريين الغربيين.
وأوضح الكاتب، يان فريدريك ويندت، في مقالة في صحيفةFrankfurter Rundschau الألمانية، أن “الصواريخ فرط الصوتية، تشكّل كابوساً للعسكريين الغربيين، فعلى عكس الصواريخ الأخرى، فإن الصواريخ الروسية الجديدة تتميّز بتفوّقها على سرعة الصوت بـ9 أضعاف، ما يجعلها منيعة أمام الدفاعات الجوية”، مشيراً إلى أن الخبراء العسكريين، يخشون استئناف سباق التسلح وتداعياته.
وأضاف وينديت: إن روسيا أدخلت الصواريخ فرط الصوتية إلى ترسانتها عام 2017، وتعمل الصين والولايات المتحدة جاهدتين لإنتاج ترسانة صاروخية تضاهيها.
ويتميّز صاروخ “تسيركون” الروسي، بقدرته على أداء المناورات الجوية، وإصابة مختلف أنواع الأهداف، ويصل مداه إلى آلاف الكيلومترات.
وهذا الأمر يمكن أن يكون مؤشراً بالفعل على أن روسيا تستعدّ لإمكانية تدحرج المواجهة الدائرة حالياً بينها وبين الناتو إلى صراع مباشر بين الطرفين، يحاول الناتو جاهداً ألا تنزلق الأمور إليه، وذلك لأنه يعمل فقط على محاربة روسيا بالوكالة، ولا يسعى إلى مواجهة مباشرة معها، وهذا ليس مستبعداً بالقياس إلى جميع الحروب التي وقعت تاريخياً والتي بدأت باستفزاز وانتهت بكارثة.
طلال ياسر الزعبي