متحور فيروسي أسرع انتشاراً وأكثر خطراً بخمس مرات من “متغيّر دلتا”
دمشق- حياه عيسى
بعد فترة التسطّح والاستقرار التي شهدها العالم حيال فيروس “كورونا” ومتحوراته، عاد السيناريو لطفرة جديدة أكثر تطوراً وخطراً من سابقاتها، ضربت العديد من الدول العربية والأجنبية، وأطلق عليه المتحور “COVID-Omicron XBB ” والذي يمتاز عن غيره من المتحورات السابقة بأنه أسرع انتشاراً وأكثر خطراً بخمس مرات من متغيّر دلتا، ولديه معدل وفيات أعلى من غيره، ويستغرق الأمر وقتاً أقل حتى تصل الحالة إلى الخطورة الشديدة وأحياناً لا توجد أعراض واضحة، بل تؤثر هذه السلالة على البلعوم وبشكل مباشر على الرئتين لفترة قصيرة نسبياً.
هذا ما أدلى به عضو اللجنة الاستشارية للتصدي للأوبئة الدكتور عصام أنجق، حيث بيّن في تصريح لـ”البعث” أنه تمّ تصنيف العديد من المرضى الذين تمّ تشخيص إصابتهم بـ Covid-Omicron XBB على أنهم مصابون بالحمى ودون أي ألم، لكن الأشعة السينية أظهرت التهاباً رئوياً خفيفاً في الصدر، وهذا يعني أن الفيروس يمكن أن ينتشر في المجتمع ويصيب الرئتين مباشرة، مسبباً التهاباً رئوياً فيروسياً، والذي بدوره يسبّب ضائقة تنفسية حادة.
وأوضح أنجق أنه على الرغم من سرعة انتشاره، إلا أن الإصابة به أخفّ من غيرها، وازداد انتشاره حديثاً نتيجة وجود سبع متغيرات أو طفرات من الفيروسات السابقة، وأطلق عليه متحور “يوم القيامة” لقدرته على التسلل عبر المناعة التي تكوّنت عند الأشخاص نتيجة العدوى أو التطعيم أو كليهما، مبيناً أن زيادة عدد الطفرات تجعل المتحور الجديد يهرب من دفاعات الجسم، كما أنه قد يكون له علاقة باللقاحات السابقة لكوفيد، واستخدام اللقاح يعبر خط الدفاع الأول لتكوين المناعة ضده ولمقاومته.
وأكد عضو اللجنة الاستشارية أن المتحور الجديد “القيامة” بدأ بالظهور في شهر آب الماضي في عام 2022 وانتشر في عدة دول من العالم، من بينها بعض الدول العربية (كالسعودية، مصر، الكويت)، وتمّ اكتشاف إصابات به في سورية ولا توجد زيادة في عددها حتى الآن، وغالباً ما تكون اختبارات مسحة الأنف سلبية بالنسبة لـ Covid-Omicron XBB ، وتتزايد حالات الاختبارات الأنفية البلعومية السلبية الكاذبة، معتبراً أن موجة Covid-Omicron XBB أكثر فتكاً من الموجة الأولى من Covid-19. لذلك يجب توخي الحذر الشديد واتخاذ العديد من الاحتياطات المعززة ضد فيروس كورونا، من خلال استكمال جرعات لقاح كوفيد والحصول على الجرعات التحفيزية أو المنشطة لتوفير الحماية من المضاعفات الشديدة، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالكمامات في الأماكن المزدحمة ووسائل الوقاية الشخصية، ولاسيما عند كبار السن والمصابين بمناعات ضعيفة وأمراض مزمنة.
وأشار أنجق إلى أن أعراض الفيروس الجديد COVID-Omicron XBB صامتة لا تحتوي على سعال أو حمّى، وإنما تصاحب المصاب آلام المفاصل، الصداع، آلام الرقبة، آلام أسفل الظهر، ذات الرئة، وعادة لا تكون هناك شهية للأكل.