باتروشيف: روسيا في حالة مواجهة مع الناتو في أوكرانيا
موسكو – تقارير:
ما كان يقوله المسؤولون الروس منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، عاد المسؤولون الأوكرانيون ليؤكدوه في تصريحاتهم الآن حول الخدمة التي تقدّمها أوكرانيا للغرب الجماعي من خلال استمرارها في محاربة روسيا واستعدائها بالنيابة عنهم، وحتى لو كان ذلك على سبيل الابتزاز، غير أنه أكد أن الحرب في حقيقتها هي حرب بالوكالة عن الناتو حسب وزير الدفاع الأوكراني.
وهذا ما أكده أمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف بقوله: إن روسيا ليست في حالة حرب مع أوكرانيا لأن ما يجري هو مواجهة مع حلف الناتو.
وقال باتروشيف في مقابلة مع صحيفة أرغومنتي إي فاكتي اليوم: “لقد أدرك العديد من الأوكرانيين بالفعل أن الغرب يقاتل بوساطتهم ضد روسيا لكنهم يخشون قول ذلك خوفاً من الانتقام”.
وأشار باتروشيف إلى أن الروس “ليسوا في حالة حرب مع أوكرانيا لأنه من حيث المبدأ لا يمكن أن يكون لدينا كراهية للأوكرانيين العاديين”، مشدّداً على “أن التقاليد الأوكرانية قريبة من شعب روسيا تماماً، كما أن تراث الشعب الروسي لا ينفصل عن ثقافة الأوكرانيين”.
وأضاف باتروشيف: “في شبه جزيرة القرم يتم الحفاظ على اللغة الأوكرانية باعتبارها واحدة من لغات الدولة، ولا تزال المراكز الثقافية الأوكرانية تعمل في العديد من المدن”، مشيراً إلى أنه في جنوب الشرق الأقصى الروسي وبالنظر إلى النسبة الكبيرة من المهاجرين منذ زمن بعيد فإن عدداً كبيراً من السكان يعتبرون ثقافتهم الأصلية هي ثقافة الشعب الأوكراني.
من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن إمداد أوكرانيا بالسلاح الغربي لن يكون قادراً على تغيير أي شيء، لأنه لن يعطل تحقيق أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس.
ونقلت سبوتنيك عن بيسكوف قوله اليوم تعليقاً على قرار فرنسا تزويد أوكرانيا بمعدات عسكرية: “ليس من المنطقي الحديث فقط عن القرار الفرنسي، نحن نعلم أن أوروبا الجماعية وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة ضخّت بالفعل عشرات المليارات من الدولارات إلى أوكرانيا من خلال إمدادات الأسلحة”، مشدّداً على أن عمليات التسليم هذه “يمكن أن تزيد الألم على الشعب الأوكراني، وتطيل من معاناته لكنها لا تستطيع حل أي شيء من حيث المبدأ فهي ليست قادرة على تعطيل تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة”.
وأعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء الماضي أن بلاده ستسلّم دبابات قتالية خفيفة إلى أوكرانيا، ما يجعلها أول دولة ترسل مثل هذه المركبات القتالية المدرّعة ذات التصميم الغربي إلى كييف.
من جهة ثانية، نفى بيسكوف المزاعم بشأن إطلاق موجة جديدة من التعبئة الجزئية للجيش الروسي.
وردّاً على مزاعم بشأن تعبئة جزئية جديدة دعا بيسكوف إلى عدم المبالغة في إيلاء أهمية لمثل هذه الأخبار، مؤكداً أن “السلطات الروسية تظل المصدر الرئيسي للمعلومات”.
من جهة ثانية، أعلن الأمين العام لدولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس ديمتري ميزنتسيف، أنه تم تنفيذ قرارات العام الماضي التي حدّدت انتقال البلدين إلى مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي بشكل خاص.
وأكد ميزنتسيف في تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك أنه “تم تنفيذ القرار التاريخي الذي اتُّخذ في تشرين الثاني من العام قبل الماضي من الدولتين، وكان ناجحاً للغاية، وحدّد مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي طوال فترة معاهدة الاتحاد بأكملها”.
وأضاف ميزنتسيف: إن “تنفيذ برامج الدولة المتحدة وتمويلها من ميزانية الاتحاد لم تفقد أهميتها على الإطلاق، بل على العكس من ذلك في ظروف الضغوط الخارجية الشديدة التي توجد فيها الآن بيلاروس وروسيا تزداد الحاجة إلى ذلك”، مشيراً إلى أن دور البرامج النقابية والاستجابة المشتركة للتحدّيات التكنولوجية لهما أهمية خاصة، ولاسيما في مجال استبدال الواردات، ما يضمن تنافسية الدول الأعضاء.
وكان رئيسا روسيا فلاديمير بوتين وبيلاروس ألكسندر لوكاشينكو وقّعا في الـ4 من تشرين الثاني عام 2021 مرسوم اندماج الدولتين في دولة متحدة.