باتروشيف: الغرب منزعج من اكتفاء روسيا الذاتي
موسكو – تقارير:
أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن الاكتفاء الذاتي الذي حققته روسيا يزعج الغرب الذي يسعى إلى تقسيمها وتقطيع أوصالها.
وقال باتروشيف خلال مقابلة مع صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” الروسية: “الغرب يريد محو روسيا من خريطة العالم، وهذا ما نشهده من خلال الحرب في أوكرانيا والمواجهة المباشرة فيها مع حلف الناتو”، مضيفاً: “إن روسيا تعزّز جيشها القوي والاستخبارات لتحييد التهديدات العسكرية المتصاعدة”.
وأشار باتروشيف إلى أن الانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة من أفغانستان يرجع إلى حدّ كبير للتركيز على أوكرانيا، وقال: “مع هذا الانسحاب كان العمل يسير على إعداد نظام كييف لأعمال هجومية مناهضة لروسيا، وهذا ما أكده وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن الذي قال: إنه لو لم يغادر الجيش الأمريكي أفغانستان لما تمكّنت واشنطن من تخصيص الأموال لأوكرانيا”.
وأضاف باتروشيف: “جزء من المعدات التي تم سحبها من الأراضي الأفغانية تم نقلها إلى أوروبا، وخاصة بولندا ما سمح للأوروبيين بتنفيذ عسكرة نظام كييف”، مشدّداً على أن الوجود الأمريكي في أفغانستان لم يكن حرباً ضد الإرهاب، بل لإنشاء مخططات فساد بملايين الدولارات وزيادة مضاعفة إنتاج المخدرات.
وفي سياق آخر، اعتبر باتروشيف أن الوضع في العالم معقّد للغاية ومضطرب، معرباً عن أمله في حدوث تغييرات إيجابية في عام 2023.
إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو أن تطوّر العلاقات بين روسيا وآسيا يمثل كابوساً سياسياً واقتصادياً بالنسبة للغرب الذي يلتزم بسياسة مناهضة لروسيا.
ونقل موقع روسيا اليوم عن رودنكو قوله في تصريح: “إن الكابوس السياسي والاقتصادي الرئيسي للغرب كجزء من خطّه الاستراتيجي المناهض لروسيا هو تطوير علاقاتنا ديناميكياً مع دول آسيا”، مضيفاً: “إن العالم الحديث لا يريد اتباع قواعد اللعبة التي يفرضها الغرب، والدول ذات التوجه الإيجابي ليست في عجلة من أمرها للدخول في تحالفات مغلقة جديدة”.
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي أن الدول ذات التوجه الإيجابي لا تنوي إنفاق مواردها على المخططات والطموحات الجيوسياسية والجغرافيا الاقتصادية للولايات المتحدة وحلفائها، مشيراً إلى أن الدول الآسيوية تسترشد بمبادئ رفاهية وازدهار الشعوب وليس التنافس الجيوسياسي.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن الغرض من طريقة التعاطي الأمريكية الجديدة مع المعارضة الفنزويلية هو السيطرة على موارد الدولة الفنزويلية المالية التي تخضع لولاية قضائية أجنبية.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: “من الواضح أن مهام رعاة الثورة الملوّنة التي لم تحدث في فنزويلا لا تزال كما هي، وأن الهدف النهائي لهذه المهزلة ليس مخفياً، وهو السيطرة على الموارد المالية للدولة الفنزويلية في الولاية القضائية الأجنبية”.
وكانت المعارضة اليمينية الفنزويلية المدعومة من واشنطن صوّتت في الـ30 من كانون الأول 2022 لإقالة الحكومة المؤقتة، وهو ما عدّه البعض محاولة أمريكية لتغيير التوجّهات في فنزويلا بعد فشل مخططات أمريكا السابقة تجاهها.
من جهة ثانية، أكد الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن محاولات بعض الدول مصادرة الأصول الروسية غير مشروعة وفقاً للقانون الدولي، وستكون لها عواقب بالنسبة لأي دولة تحاول دعم هذه الفكرة.
وقال بيسكوف للصحفيين اليوم في موسكو: من الواضح أن سلطات أستونيا تريد أن تتميّز في هذا المجال، وأن تشكّل سابقة، ومهما تكن الإجراءات التي يتم اتخاذها في هذا السياق فإنها ستكون ضحلة جداً وغير قانونية من وجهة نظر القانون الدولي، وستكون لها عواقب بالنسبة لتلك البلدان التي ستدعم هذه الفكرة بطريقة ما.
وكانت وكالة بلومبرغ الأمريكية أفادت في وقت سابق بأن أستونيا تخطّط لتقديم خطة بهدف مصادرة الأصول الروسية بحلول نهاية كانون الثاني الحالي.
في سياق منفصل، دعا نائب رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي نيفيروف إلى بذل الجهود وتوحيدها لمنع وقوع كارثة نووية، نتيجة القصف الأوكراني للبنية التحتية لمحطات الطاقة النووية، ومنها محطة زابوروجيه.
ونقل موقع روسيا اليوم عن نيفيروف قوله خلال الجلسة العامة لاجتماع الجمعية العامة الثالث عشر للجمعية البرلمانية الآسيوية المنعقد في أنطاليا بتركيا: إن نظام كييف النازي يرتكب هجماتٍ إرهابية ضد المدنيين، ويقصف البنية التحتية الحيوية لمحطات الطاقة النووية، ومثل هذه الأعمال قد تؤدّي إلى كارثة نووية، مشدّداً على أنه من الضروري فعل شيء ما لمنع مثل هذه الأحداث.
وأشار نيفيروف إلى أن واشنطن منعت اعتماد مجلس الأمن الدولي لقرارٍ قدّمته روسيا بشأن إنشاء لجنة للتحقيق في الأنشطة البيولوجية العسكرية الأمريكية على أراضي أوكرانيا، لأن موسكو تدرك أن هذه الأنشطة تشكّل تهديداً للبشرية جمعاء.
وأضاف: إن الخبراء الروس قد كشفوا حقائق النشاط البيولوجي العسكري الأمريكي على أراضي أوكرانيا، كما تم الكشف عن وقائع انتهاك الولايات المتحدة لاتفاقية حظر تطوير وتكديس الأسلحة الكيميائية.
وأوضح نيفيروف أن الجميع يدرك أن العالم الغربي يستخدم معايير مزدوجة، ويجب أن تكون هناك مبادرات لحل مشكلات الدول الآسيوية والمشكلات في بلدان المنطقة، مع مراعاة السمات الاجتماعية والثقافية في تلك البلدان.