أسباب عديدة لتراجع الدوري الكروي والحلول ليست صعبة
ناصر النجار
أكثر ما يزعج المتابع الكروي عندما يسمع مقولة إن الدوري عندنا من أضعف الدوريات العربية، وإذا أضفنا إلى ذلك أن أغلب لاعبينا في الدوريات العربية بدأت تعود وصار الطلب على اللاعب السوري قليلاً بعد أن تراجع مستوى لاعبينا المحترفين كثيراً، فهذا يدل بما لا يدع للشك أن كرتنا بخبر كان، وأن مجموعة لاعبينا اللذين كنا نعتمد عليهم في السنوات الماضية انتهت مدة صلاحيتهم ولا بد من البحث عن جيل جديد.
وما يؤكد صوابية كلامنا نتائج المنتخب الوطني في الأشهر الأربعة الماضية وأداؤه ومستواه الذي قدمه وقد لاقى استهجان المراقبين والمتابعين.
المنتخب الذي فاز بغرب آسيا والمنتخب الذي وصل إلى الملحق الآسيوي بات طي النسيان ولم يبق من هؤلاء إلا بعض اللاعبين القليلين الذين من الممكن أن نعوّل عليهم لفترة بسيطة، لكنهم بالطبع لا يمكن أن يكونوا قوام المنتخب فحاجتنا اليوم إلى أكثر من ثلاثين لاعباً بمستوى السومة والخريبين والمواس وفراس الخطيب.
وإذا تابعنا الدوري الكروي الممتاز الذي يضم خيرة لاعبينا ومواهبنا لشاهدنا الأدلة بما يكفي التي تدل على تدهور كرتنا وتراجعها إلى أسفل موقع كروي، ففي الأسبوع السابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز الذي أقيم هذا الأسبوع سجلنا الملاحظات التالية: شتم الحكام والفريق المنافس حدث في نصف المباريات، إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة حدث في مباراتين، وإلقاء المفرقعات والألعاب النارية حدث في مباراة وضرب الخصوم والحكم حدث في مباراتين، فهل هذا دوري أم إنه ساحة للعراك والشتم والقذف؟
الفوضى التي حصلت في الدوري تدل بما لا يدع للشك أن كرتنا تفتقد للثقافة الاحترافية، وما صدر من شغب وشطط يؤكد أن الدوري يماثل دوري الأحياء الشعبية بكل تفاصيله، وهذا أمر يدعو للاستنفار والعمل من الصفر لبناء كرة محترفة منهجها كرة القدم وإستراتيجيتها التطوير، مع مكافحة الشغب من جذوره وإبعاد كل المسيئين عن ملاعبنا مهما كانت صفتهم ومراكزهم.
كان من المفترض أن يعزز الاحتراف كرتنا ويدفعها نحو التطور، لكن كرتنا سلكت الطريق الأعوج، والغريب أن هذا الطريق الخطأ الذي تسلكه كرتنا يعرف الجميع أنه خطأ من أعلى الهرم الرياضي حتى أصغر مشجع، لكن لم نجد أحداً يبادر إلى تصحيح هذا الخطأ!