مربو الدواجن يحملون خسائرهم لوزارة الزراعة…وتصريحات المعنيين تغرّد خارج سرب الواقع
البعث الأسبوعية- ميس بركات
لم تفلح استغاثات مربي الدواجن على مدى الأعوام الأخيرة باستعطاف قلب الجهات المعنية التي لم تدخر جهداً إلّا وقدمته لسد الطريق أمام مربو القطاع الخاص المتناقص عددهم شهراً تلو الآخر على حساب القطاع العام المُشبع بالدلال –بحسب رأي المربين- ففي الوقت الذي شارف هذا القطاع الوصول إلى حافة الهاوية لم نشهد أي تصريح أو جهود أو سعي من الوزارات المعنية لدرء وصولنا إلى كارثة استيراد مادتي الفروج والبيض والتي حذّر من الوصول إليها مربو الدواجن مراراً وتكراراً.
تدخل مؤقت
مع مطلع العام الجديد شهد هذا القطاع ارتفاعاً جديداً بأسعاره، لاسيّما مع تجاوز سعر كيلو الفروج الـ17 ألف وصحن البيض الـ22 ألف في الكثير من المناطق، مع عزوف مواطنو الدرجات المتوسطة والدنيا عن النظر إليهم أو التفكير بدفع ما يقارب ربع أجرهم الشهري لشراء صحن من البيض وأكثر من نصف الراتب لشراء فروج يكفي وجبة غذاء لعائلة واحدة، إذ لم ينجح تدخل السورية للتجارة وطرحها للمادة بسعر يقل عن المحال التجارية بآلاف خجولة لفترة وجيزة انتهت مع بداية العام الجديد واستمرار ارتفاع سعرهما بانتظارأي تدخل جديد من أي مؤسسة معنية قبل كساد المادة في المحال التجارية وخسارة التجار لا المربون فقط، لا سيّما مع تأكيد أصحاب المحال عدم شراء كميات كبيرة من البيض من الموردين خوفاً من تكديسها وفسادها في ظل إحجام أغلب المواطنون عن شرائها، ناهيك عن إغلاق الكثير من محال بيع الفروج لنفس الأسباب.
غياب الإنتاج
وعلى الرغم من أن تصريحات أصحاب الشأن من غرف الزراعة ومؤسستي الأعلاف والدواجن خلال الفترات الأخيرة والمحصورة بأن ارتفاع أسعار البيض والفروج يعود لارتفاع سعر الصرف والعلف عالمياً ، إلّا أن لسان المربين غرّد خارج سرب التصريحات المعتادة ليؤكد لنا المربي مازن مارديني أن السوء الإداري وعدم بعد النظر للقطاع وعدم الترابط بين الوزارات هو ما أوصل هذا القطاع إلى الدرك الأسفل اليوم ،إضافة إلى ارتفاع سعر الصرف واحتكار الأعلاف الذي جرى بطريقة غير مباشرة وغير مبررة ولا زال يجري حتى اليوم، علماً أن ما يشاع عن وجود تهريب للمادة هوعارعن الصحة لعدم وجود إنتاج بالأساس، ونوّه مارديني إلى إحجام من أغلب المربين عن تربية الفروج كونه خسر مراراً وتكراراً دون أي تدخل يذكر لإنقاذه.
دلال العام
مارديني لفت إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة اليوم على عاتق وزارة زراعة كونها معنية بدراسة احتياجات القطاع وتأمينها قبل وصولنا إلى ما نحن عليه الآن بسنوات، وتحدث مارديني عن المطالب العديدة التي نادى بها المربون والتي كانت تُلبّى بشكل معكوس تماماً عن طريق تأمين مستلزمات المؤسسة العامة للدواجن، لافتاً إلى أنه ومنذ أكثر من 6 أشهر لم يأخذ قطاع الدواجن الخاص من المقنن العلفي والذي هو مأجور وبسعر أقل عن سعر السوق 15% ، بينما تنعم المؤسسة العامة للدواجن على مدار ال24 ساعة بالذرة والصويا بأسعار مدعومة من المؤسسة العامة للأعلاف إضافة إلى المحروقات المؤمنة لها على مدار 24 ساعة، في الوقت الذي يلبي القطاع الخاص أكثر من 75% من احتياجه من المازوت لتدوير العمل من السوق السوداء.
وندد ماردين باحتكار مادة الصويا في الفترة الأخيرة بشكل لا يوصف لاسيّما وأن سعر الطن منها حتى تاريخ اليوم600 دولار في لبنان أما في سورية فوصل سعره إلى 1100 دولار، متسائلاً عن الجهة صاحبة المصلحة بهذا السعر، مؤكداً أن الأيام القادمة ستشهد ارتفاع كبير وهائل بسعر المادتين، فالضرر عام وشامل لجميع حلقات إنتاج هذا القطاع، لكن في حال تم التدخل بشكل حقيقي وجاد من الحكومة وأمل أن لا تصل الامور إلى مرحلة الاستيراد.