بن غفير يهدّد باقتحام الأقصى مجدداً.. وشهيدان فلسطينيان في نابلس والخليل
الأرض المحتلة – تقارير:
بعد أن دنّس المسجد الأقصى دون أن يلقى رد الفعل الدولي الرادع لفعلته، هدّد ما يسمّى وزير الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، باقتحام باحات المسجد الأقصى مرة أخرى، في وقتٍ تابعت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي ممارساتها غير الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، حيث استُشهد شابٌ فلسطيني متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في نابلس، وأصيب آخران برصاص الاحتلال شرق نابلس وفي مدينة الخليل، حيث استُشهد الأخير متأثراً بإصابته في وقتٍ لاحق، كما اعتقلت قوات الاحتلال 17 فلسطينياً في مناطق الضفة الغربية، وهدمت خمسة منازل في الخليل وقلقيلية، وترافق ذلك مع استمرار قطعان المستوطنين الإسرائيليين بممارساتهم بالاعتداء على الأراضي الزراعية في الخليل، واقتحامهم للمسجد الأقصى، وحذّرت السلطة الفلسطينية من أن الاحتلال يُهدّد بتهجير 13 ألف فلسطيني من البلدة القديمة بالقدس، وأدانت هدم الاحتلال للمنازل والمنشآت مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الجرائم المتكرّرة.
وفي السياق، هدّد وزير الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، باقتحام باحات المسجد الأقصى مجدّداً.
وأشار بن غفير في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال إلى أنه اقتحم المسجد الأقصى لكي يوضح لفصائل المقاومة الفلسطينية “أنهم ليسوا أصحاب المكان”، مضيفاً: “لا يوجد عندي قلق، سأقتحم الأقصى مجدداً”.
وكان بن غفير اقتحم باحات المسجد الأقصى في الثالث من كانون الثاني الجاري وسط انتشار أمني كبير.
وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد فلسطيني اليوم متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال في مدينة نابلس، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن الشاب أحمد عامر أبو جنيد 21 عاماً، استشهد متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال عقب اقتحامها صباح اليوم مخيم بلاطة شرق المدينة.
وأصيب فلسطيني برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة، بعد اقتحامها المخيم، وسط إطلاق الرصاص، ما أدّى إلى إصابة الشاب بجروح خطيرة في الرأس، كما أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في الخليل، ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه، واستشهد في وقتٍ لاحق متأثراً بجراحه.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات صور باهر وبيت دقو في القدس المحتلة ونعلين في رام الله وصوريف والظاهرية ويطا في الخليل والخضر وتقوع ومخيم الدهيشة في بيت لحم، واعتقلت سبعة عشر فلسطينياً، كما هدمت خمسة منازل في مدينتي الخليل وقلقيلية، بعد اقتحامها بعددٍ من الجرافات منطقة البقعة شرق الخليل، حيث هدمت منزلين فيها، يتكون كل واحد منهما من ثلاثة طوابق، واقتحمت أيضاً قرية بيرين جنوب المدينة، وهدمت منزلين آخرين، وداهمت قوات الاحتلال قرية النبي إلياس شرق قلقيلية وهدمت منزلاً في أرض زراعية والسور المحيط بالأرض.
من جانبهم، اعتدى مستوطنون إسرائيليون اليوم على أراضي الفلسطينيين، في بلدتي قصرة جنوب مدينة نابلس وقويويص جنوب مدينة الخليل.
وأوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس لوكالة وفا أن مستوطنين اقتحموا الجهة الجنوبية الشرقية من بلدة قصرة، وقطعوا أشتالاً وأشجاراً من الزيتون ودمّروا أنابيب مياه للري.
واقتحم مستوطنون أراضي الفلسطينيين الزراعية في بلدة قويويص بالخليل وقاموا برعي مواشيهم في حقول القمح والشعير وأشجار الزيتون ما تسبّب بإتلاف جزء كبير من المحاصيل وتكسير أشجار الزيتون.
وفي سياق مهاجمة المقدّسات، جدّد المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى، وذكرت وكالة وفا أنّ عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية تركّزت في الجزء الشرقي منه بحراسةٍ مشدّدة من قوات الاحتلال التي اقتحم عدد من عناصرها المصلى القبلي بالمسجد.
من جهته، حذّر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي من خطورة مخططات الاحتلال الإسرائيلي، لتهجير 13 ألف فلسطيني قسرياً من البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة لتوسيع عمليات الاستيطان.
وأوضح الرويضي في بيان اليوم نقلته وكالة وفا أن أعمال الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال، والأنفاق في محيط المسجد الأقصى تهدف إلى تعزيز الاستيطان في محيط البلدة القديمة، ودفع المقدسيين إلى الهجرة، بسبب خطر الحفريات على منازلهم وحياتهم أو الهجرة الجبرية، ضمن سياسة التهجير القسري لإخلاء أحياء عدة في البلدة القديمة ومحيطها.
وأشار الرويضي إلى أن الاحتلال يحاول طمس معالم البلدة القديمة الإسلامية والمسيحية لتزوير التاريخ، مطالباً منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” بتحمّل مسؤولياتها القانونية بإرسال لجنة تحقيق عاجلة للبحث في مساس الاحتلال بالإرث الحضاري في القدس، باعتبارها مسجّلة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1981.
بدورها، أكدت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية أنّ هدم الاحتلال الإسرائيلي المنازل والمنشآت الفلسطينية جريمة حرب وجريمة ضدّ الإنسانية، مطالبةً المجتمع الدولي بالخروج عن صمته المريب إزاء هذه الانتهاكات والتحرّك لوقفها.
وحذّرت الخارجية في بيان من أنّ تصعيد الاحتلال عمليات الهدم في القدس المحتلة وباقي مناطق الضفة الغربية يهدف لإلغاء الوجود الفلسطيني وتوسيع عمليات الاستيطان في واحدة من أبشع عمليات التطهير العرقي الذي يرتكبه الاحتلال يومياً في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ولفتت الخارجية إلى أن تداعيات عمليات الهدم المستمرة الواسعة النطاق، تؤدّي إلى تشريد الأسر الفلسطينية بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى وتركهم في العراء دون مأوى في انتهاك جسيم وصارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، ما يستدعي من المجتمع الدولي تحرّكاً جدياً وعدم الاكتفاء بالإدانات الباهتة.