بوتين: أفشلنا مخططات العدو وسنزيد من قدرتنا الدفاعية
تقارير – موسكو:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ بلاده ستزيد من قدرتها الدفاعية، وستواصل تنفيذ البرامج الاجتماعية الواسعة النطاق.
وخلال اجتماعه مع أعضاء الحكومة الروسية الأربعاء قال بوتين وفقاً لوكالة سبوتنيك: “أؤكد أننا نضمن بشكل موثوق أمن ومصالح البلاد، وسنزيد من قدرتنا الدفاعية، وسنحل بالتأكيد جميع المشكلات المتعلّقة بتوفير كل المستلزمات المطلوبة للقوات المسلحة والوحدات المشاركة في العملية الخاصة، وفي الوقت نفسه سنواصل تنفيذ البرامج والخطط الاجتماعية والاقتصادية الواسعة النطاق”.
وأشار بوتين، إلى أنّ كل مخططات العدو لم تنجح، وتم إحباطها، وروسيا كانت جاهزةً لذلك.
كذلك كلّف بوتين وزير الصناعة والتجارة العمل مع وزارة الدفاع على مسألة التزويد بالطائرات ومعرفة الأعداد اللازمة من الطائرات الحربية والمدنية.
وفي سياقٍ متصل، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن بلاده على استعداد لحل الأزمة الأوكرانية، من خلال المفاوضات وتحقيق الأهداف بالطرق السلمية، مؤكداً أن ذلك “يعدّ الخيار المفضّل”.
وأشار إلى قول الرئيس بوتين مراراً: “إننا لا نزال على استعداد للقيام بذلك، ولا شك في أن تحقيق أهدافنا بالطرق السلمية والسياسية والدبلوماسية، هو الخيار المفضّل”.
ولكنه اعتبر، أنه “وفي الظروف التي تحظر فيها قوانين أوكرانيا على زيلينسكي إجراء أي اتصالات معنا، أو إجراء أي حوار معنا، وفي ظل ما أصبح واضحاً، من أن الغربيين لا يميلون إلى السماح لكييف بأي مرونة في هذا الشأن، بالتالي لا يمكننا الحديث عن أي آفاق حالياً”.
وعن تقدّم العملية الخاصة في أوكرانيا، قال بيسكوف: إن “الحديث عن نجاح العملية العسكرية في أوكرانيا سيكون ممكناً، بعد تحقيق أهدافها التي حدّدها القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس بوتين”، مشيراً إلى أن “النجاحات التكتيكية مهمة أيضاً” في هذا الإطار.
وفي إجابة عن سؤال للصحفيين، حول كيفية تقييم الكرملين لتحرير مدينة سوليدار، قال بيسكوف: “دعونا لا نستعجل الأمور، فلننتظر التصريحات الرسمية، هناك اتجاه إيجابي في التقدّم”.
وأضاف: “يتم تحقيق النجاحات بثمنٍ باهظٍ نسبياً، على حساب البطولة الرائعة لمقاتلينا، لذلك، هذا سبب آخر للفخر بأولئك الرجال، الذين لا يدّخرون حياتهم أو صحتهم من أجل منحنا هذه النجاحات التكتيكية”.
وعن المزاعم بشأن خسائر روسيا المالية نتيجة وضع سقف لأسعار النفط الروسي، أكّد بيسكوف، أن الاستنتاجات حولها غير دقيقة.
وأضاف: “أنا متشكك بشأن كل هذه الأرقام المتوقّعة، وفي المقام الأول الاحتمالات الشديدة الغموض للتنبؤ بالأسعار في الأسواق العالمية، وهذا أمر نموذجي عموماً لمثل هذه الفترة المضطربة للغاية”.
من جهةٍ ثانيةٍ، وبخصوص التورّط الأمريكي في الأزمة الأوكرانية، أشار السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف إلى أن قرار البنتاغون تدريب قوات نظام كييف على تشغيل أنظمة الدفاع الصاروخي “باتريوت” يؤكد هذا التورّط.
وقال أنطونوف، تعليقاً على الدورة التدريبية القادمة في الولايات المتحدة للجنود الأوكرانيين لتشغيل أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت: “إن قرار الإدارة العسكرية الأمريكية بتنظيم دورة تدريبية في فورت سيل في أوكلاهوما هو تأكيد آخر لمشاركة واشنطن الفعلية في الصراع الأوكراني إلى جانب المجرمين النازيين من كييف”.
بدوره، صرّح سفير روسيا لدى كندا أوليغ ستيبانوف، أن إعلان أوتاوا تقديم مساعداتٍ عسكرية إضافية لأوكرانيا يبدو “سخيفاً” في ظلّ المشكلات الداخلية التي تعاني منها البلاد.
وعلى خلفية إعلان مكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن كندا تعتزم شراء منظومة دفاع جوي أمريكية الصنع من طراز “ناسامز” لتقديمها إلى أوكرانيا، قال ستيبانوف: إن “سياسة حكومة جاستن ترودو التي ترسل الأموال لإثارة الصراع ودعم نظام غير شرعي على بعد آلاف الكيلومترات من كندا تبدو سخيفة”، مضيفاً: إنه “لأمر مضحك على وجه الخصوص في ظل مشكلات كندا الداخلية”.
من جانبٍ آخر، أكدت المتحدّثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن السياسات والمواقف التي تتخذها حكومتا لاتفيا وأستونيا تجاه روسيا تدل على أنهما لا تحسبان عواقب هذه السياسات.
وقالت زاخاروفا رداً على تقرير لوزارة خارجية لاتفيا وصفت فيه “هزيمة روسيا” بأنها من أولويات السياسة الخارجية للبلاد: إن هذا التقرير هو نوع من الغباء المؤلم، وعدم القدرة ليس فقط على حساب خطوتين للأمام بل عدم حساب الموقف الذي يقع فيه مضمونه.
وحول تصريح رئيس الوزراء الأستوني كاي كالاس الذي قال فيه: إنهم لا يحتاجون إلى مجموعة أخرى من الأشخاص الذين لا يتحدثون اللغة الأستونية على أراضي البلاد، ويقصد بهم مواطني أوكرانيا، قالت زاخاروفا: نحن هنا نتحدث عن حقيقة الأشخاص الذين يتظاهرون بالمبادئ الأساسية لتنظيم المجتمع، والحفاظ على الأسس الحضارية، بينما هم في الواقع دمّروا هذه الأسس على الأقل في دولتهم، والسؤال هو لمن يقول: إن الهزيمة الإستراتيجية لروسيا مفيدة له، وفي الوقت نفسه يقول إن مجموعة أخرى من اللاجئين موجودة على أراضي بلاده ولا يريدونهم “والقصد عن الأوكرانيين”، وهذه التصريحات تدل على غياب المنطق والفهم الصحيح.
وأضافت زاخاروفا: إن كل ما يقوله مسؤولو هاتين الدولتين عن موسكو مدمّر ليس لنا وإنما لهم، ولا يوجد شيء جديد في هذا، لقد تم الحديث عنه سنواتٍ عديدة، فقط الشكل تغيّر والكلمات أصبحت أكثر صراحة.
من جهة أخرى، ذكرت زاخاروفا أن الدول الغربية لن يكون بمقدورها التهرّب من المسؤولية باعتقال رئيس تحرير سبوتنيك ليتوانيا مارات قاسم.
وقالت زاخاروفا: حينما يتعرّض الصحفي المحترف وبسبب أنشطته المهنية للاضطهاد من الأنظمة السياسية في البلدان التي تعدّ نفسها ديمقراطية، يجب أن يكون ذلك رمزاً للخروج التام على القانون، وهو ما يحدث الآن على أراضي دول الغرب الجماعي.
وأكدت زاخاروفا، أنه ستتم إثارة هذه القضية باستمرار من الممثلين الروس للمنظمات الدولية وفي جميع المؤسسات المتخصصة، وحيثما كان هناك موضوع يتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير وحماية مهنية وأنشطة الصحفيين.
وكانت سلطات لاتفيا، أعلنت في الخامس من الشهر الحالي اعتقال رئيس تحرير وكالة سبوتنيك ليتوانيا الروسية مارات قاسم في العاصمة اللاتفية ريغا، بتهمة التجسس وانتهاك العقوبات المفروضة على روسيا، بينما أوضحت وكالة “سبوتنيك” أن قاسم يواجه تهمتي التجسس وانتهاك عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على روسيا، وفي حال ثبوت التهمتين قد يحكم عليه بالسجن مدة تصل إلى 20 عاماً.