تسويق دوري كرة السلة متوقف والأندية تطالب بحقوقها المالية من عقود النقل التلفزيوني
البعث الأسبوعية -عماد درويش
لم يكتفِ اتحاد كرة السلة بالإخفاقات الفنية التي لاحقت منتخباتنا وأنديتنا خلال العام الماضي في كافة مشاركاتها الخارجية، بل انتقلت السلبيات لتضرب الأمور الإدارية بعد أن فشل الاتحاد بتسويق دوري الرجال ونقله تلفزيونياً، حيث تشير المعلومات إلى أن الاتحاد لم يستطع بعد نهاية الدوري الماضي الاتفاق مع الشركة الراعية لنقل مباريات الموسم الحالي، حيث فشل الطرفان في إيجاد الصيغة المناسبة لبيع حقوق المباريات.
توضيح ضروري
قبل الحديث عن حقوق نقل ورعاية دوري كرة السلة بفئاته كافة لا بد من التذكير أنه من عام إلى أخر تزداد علاقة كرة السلة بالاقتصاد متانة، وتظهر تأثيرات المال ودعائم الاستثمار في الرياضة الثانية الأكثر شعبية، فقد تحولت اللعبة إلى مجال مترامي الأطراف فيه من النشاط البدني ومن المتعة والجمال والإثارة بقدر ما فيه من الاقتصاد والاستثمار والتخطيط والربح المادي.
وهناك الكثير من التساؤلات من قبل الأندية ومتابعي اللعبة عن الإيرادات التي دخلت إلى صندوق القناة التي نقلت أحداث الدوري فيما مضى من السنوات، وعن الإيرادات التي دخلت خزينة اتحاد كرة السلة، في المقابل لم تنل الأندية حصتها من تلك الأرباح لتغطية النفقات المرتفعة ، فالمعروف أن أغلب الأرباح تأتي من الفوز بالألقاب والمسابقات “الدوري والكأس”، لكن ما حصل خلال المواسم السابقة أن الأندية لم تستفد ولا “بقرش” واحد من حقوق النقل، بل أن اتحاد السلة وفي أكثر من مناسبة أكد أنه غير معني بتوزيع عائدات الشركة الراعية على الأندية وهذا رسم أكثر من إشارة استفهام.
استغراب شديد
الكثيرون من خبراء اللعبة استغربوا طريقة نقل بعض مباريات الموسم الماضي في الوقت الذي تفتقر فيه لأدنى مقومات كرة السلة بما في ذلك أرضيات الصالات والبنى التحتية.
وفي هذا السياق يشارك فريقا أهلي حلب والكرامة في دوري السوبر لغرب آسيا “السوبرليغ” الذي أطلق عليه دوري (WASL)، وبعيداً عن النتائج الرقمية للمباريات فإن اللافت فيهما هو النقل التلفزيوني التي استحوذت عليه إحدى القنوات الخاصة، هذا الموضوع جعل الكثيرين من كوادر كرة السلة في الناديين يستغربون عدم منحهما حقوق بث المباريات وتعويضهم مالياً خاصة وأن العقد المبرم ما بين اتحاد كرة السلة والشركة الراعية “وصل” نص على منح الأندية حصة من حقوق النقل التلفزيوني للمباريات.
مقارنة بسيطة
لا شك أن هنالك الكثير من الشركات المحلية والقنوات يهمها نقل مباريات الدوري السلوي، ومن الممكن أن تدخل في سباق مع بعضها البعض للحصول على حقوق بث تلك المباريات، فعلى سبيل المثال دوري كرة القدم للموسم الحالي تم منح حقوقه للتلفزيون السوري لكن دون ذكر أي تفاصيل مالية أو قانونية لتبقى هذه النقطة مجهولة بالنسبة للأندية.
طبعا التساؤل عن القيمة المادية لعقد بيع حقوق البث يعود بالدرجة الأولى لحاجة الأندية الماسة إلى الأموال التي يمكن أن تنعش خزائنها سيما أن اتحاد اللعبة الشعبية الأولى سيصرف جزءاً كبيراً من قيمة العقد للأندية وفق آلية يحددها الاتحاد الذي نجح بعد جهد جهيد بتسويق الدوري وبيع حقوق بثه تلفزيونياً ولو كان ذلك على المستوى المحلي، لكن وبالتأكيد فإن هذا النجاح هو خطوة إيجابية ننتظر أن تكون أكثر نجاحاً وتطوراً في المواسم المقبلة على المستوى المادي والإعلامي وحتى على المستوى الفني الذي سيتطور انعكاساً للفائدة المادية التي ستجنيها الأندية من بيع حقوق البث كما هو منتظر، وحسب التسريبات فإن القيمة الإجمالية وصلت تقريباً لـ600 مليون ليرة في المقابل نجد أن اتحاد كرة السلة كان قد أبرم في وقت سابق عقداً باع من خلاله حقوق النقل التلفزيوني لمبارياته مع إحدى القنوات الخاصة مقابل مبلغ زهيد لم يتجاوز 35 مليوناً و500 ألف ليرة، لكنه لم يمنح صناديق الأندية أي مبلغ حتى الآن ، وهذا يضع الكثير من الأسئلة عن الجهة المستفيدة من هذا العقد.
تنافس كروي
لا شك أن دوري السلة الموسم الماضي حقق جماهيرية واسعة واهتماماً شعبياً كبيراً مقارنة بمواسم سابقة، وتحولت العديد من اللقطات في الدوري “ترندات” تداولها المشجعون عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحظيت بالكثير من النقاشات، حيث يرصد المتابعون للدوري كل شاردة وواردة، ويسيل معها الكثير من الحبر، بحثاً وتدقيقاً واهتماماً، لدرجة بدأت فيه اللعبة تنافس في شعبيتها اللعبة الأولى ” كرة القدم”، وباتت متابعة مباريات كل جولة أمراً مثيراً للاهتمام من عشاق الرياضة.
لكن بالمقابل خلال الموسم الماضي التي كانت إحدى القنوات التلفزيونية تملك حقوق النقل فيه تعرضت للعديد من الانتقادات بسبب المشاكل التي يواجهها المتابعون أثناء مشاهدة مباريات الدوري عبر تطبيقها الإلكتروني، واشتكى المتابعون من “تقطيش” البث أحياناً، وغياب الصورة لفترات طويلة أثناء المتابعة، أو من حضور البث بغياب الصوت، وغيرها من المشاكل التقنية، كل ذلك لم يجعل اتحاد كرة السلة يحرك ساكناً من أجل حل تلك المشاكل التقنية التي عانى منها متابعو الدوري السلوي، خاصة جماهير ومشجعي الأندية الذين لم يستطيعوا مرافقة فرقهم إلى المحافظات ، مع العمل أن اتحاد السلة منع “الموسم الماضي” إذاعة وبث مباريات الدوري على المواقع الإلكترونية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للأندية إلا عن طريق الشركة الراعية.
على العموم الموسم الحالي للرجال بدأ منذ فترة بانتظار انطلاق دوري السيدات وحتى الآن لم يقم اتحاد السلة بالاجتماع مع مندوبي أندية الدرجة الممتازة من أجل وضع النقاط على الحروف وتوضيح كيفية بيع حقوق بث المباريات بعد الفشل في الوصول لحل توافقي مع الشركة الراعية.