جائزة نوبل للسلام.. أداة للألعاب الجيوسياسية
هناء شروف
يبدو أن ترشيح ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي، كمرشح لجائزة نوبل للسلام ليس مزحة، لكن ما هو مثير للسخرية أن يتم الترحيب بالرئيس المثير للحرب، لأكبر تحالف عسكري في العالم، كمدافع عن السلام العالمي.
“نريد النظر في فوز الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ بجائزة نوبل للسلام، بسبب سلوكه خلال الصراع في أوكرانيا”، هذا ما قاله النائب النرويجي كريستيان تيبرينج جيدي، والذي أكد أيضاً إن ستولتنبرغ “يستحق الجائزة لعمله المتميز كأمين عام للناتو في وقت صعب للحلف”.
هل جائزة نوبل للسلام مخصصة فقط لأفراد الناتو أم لأشخاص من الدول الغربية؟ هذه الجائزة التي اشتهرت ذات يوم بأنها على الأقل جائزة للسلام، أصبحت ببساطة أداة في الألعاب الجيوسياسية للغرب، لذلك فإن ترشيح رئيس الناتو للجائزة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإضرار بسمعة هذه الجائزة.
الناتو هو نتاج الحرب الباردة وكان حلفاً عسكرياً، ولكن كان ينبغي حلّه بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991، والذي كان إيذاناً بنهاية الحرب الباردة. وبالنظر إلى طبيعة هذا التحالف، ورغبته الجشعة في التوسع، فإن تسمية جائزة نوبل هي إهانة لجائزة نوبل للسلام كمستفيد جدير بها.
وبالنظر إلى ما فعله الناتو منذ نهاية الحرب الباردة، فقد شارك في معظم النزاعات العسكرية منذ ذلك الحين، لقد تورط بعمق في غزو أفغانستان في عام 2001، وشن حرب كوسوفو في عام 1999، حيث قصفت الولايات المتحدة السفارة الصينية هناك.
لم يكن الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا ليحدث لولا توسع الناتو المستمر باتجاه الشرق، والذي تعتقد روسيا أنه يشكل تهديداً لأمنها القومي. وبدلاً من القيام بكل ما في وسعه للتوسط بين روسيا وأوكرانيا، صب الناتو الوقود على النار من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة.
يحاول الناتو أيضاً التقدم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومن المحتمل أن يبذل المزيد من الجهد لمتابعة واشنطن في استراتيجيتها، لكن ليس هناك من ينكر أن الناتو هو أحد المصادر الرئيسية لعدم الاستقرار العالمي، وليس قوة من أجل السلام العالمي.
إن ترشيح الأمين العام للناتو كمرشح لجائزة نوبل للسلام يتحدث عن الكثير عن كيفية ترسخ بعض السياسيين إيديولوجياً لدرجة أنهم يغضون الطرف عن حقيقة ما يحدث في العالم، كما يطرح السؤال التالي: بما أنها أصبحت أداة مسيّسة للغرب، فهل هناك أي سبب لوجود جائزة نوبل للسلام بعد الآن؟