زيادة المشاركين في كأس العالم فكرة تجارية بقالب إنصاف المنتخبات الصغيرة
البعث الأسبوعية -المحرر الرياضي
في خطوة لاقت ردود فعل متباينة بين من وجدها فرصة للمنتخبات الصغيرة ومن أكد أنها خطوة تجارية بامتياز، اتجه الاتحاد الدولي لكرة القدم لزيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم المقبل عام 2026 لتصبح 48 منتخباً.
البطولة التي ستستضيفها أمريكا وكندا والمكسيك أعادت للذاكرة فكرة التنظيم المشترك لنسخة عام 2002 بين كوريا الجنوبية واليابان والتي شهدت حينها اختلافاً بين الدولتين حول عدد المباريات وتفاصيل المجموعات.
النسخة الجديدة التي ستعود لتقام في الصيف ستقام أغلب مبارياتها في أمريكا التي ستحتضن الحدث العالمين للمرة الثانية بعد عام 1994، بينما ستصبح المكسيك أول دولة تستضيف أو تشارك في استضافة نهائيات كأس العالم ثلاث مرات، حيث سبق لها استضافة نسختي 1970 و1986 في حين ستكون المرة الأولى التي تستضيف فيها كندا أو تشارك في استضافة المونديال.
فوائد متعددة!
توسيع رقعة المشاركة في كأس العالم كانت إحدى أفكار رئيس الفيفا جاني إنفانتينو التي كان أبرزها لعب كأس العالم كل سنتين، وإنشاء دوري الأمم العالمية، وتحويل بطولة كأس العالم للأندية لتتكون من 32 فريقاً.
وفكرة وجود المزيد من المتأهلين للبطولة تهدف بالأساس ليكون هناك المزيد من المباريات، والمزيد من التذاكر والمزيد من الأموال، كما أنه ستكون هناك فرصة لـ 16 دولة أخرى للوصول لكأس العالم مع كل ما يقدّمه ذلك من فوائد تجارية ورياضية لهم، رغم تأكيد إنفانتينو أن المال ليس هو السبب الوحيد بل رغبته في نشر “حمّى كأس العالم”، والسماح لمزيد من المشجعين واللاعبين بتجربة أفراح البطولة، ونقلها إلى جميع أنحاء العالم.
علماً أن رئيس الاتحاد الأوروبي السابق لكرة القدم ميشيل بلاتيني كان قد اقترح زيادة عدد المنتخبات من 32 إلى 40 لإرضاء منتخبات إفريقيا وآسيا المتطورة.
حيرة دولية
كثرة عدد المنتخبات في المونديال سيجعل شكل البطولة ككل مختلفاً حيث سيتم تقسيم المتأهلين إلى 12 مجموعة، تضمّ كلّ واحدة منها 4 منتخبات مع العمل بمعايير خاصة لمحاولة تجنب مواجهة منتخبين من القارة نفسها، علماً أن كأس العالم في قطر كانت النسخة السابعة والأخيرة من نسخ كأس العالم التي يشارك فيها 32 منتخباً.
لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم يسعى لتغيير نظام البطولة خوفاً من احتمالات حدوث جدل غير مرغوب فيه ووجود مباريات ضعيفة المستوى، حيث يدرس الفيفا مقترحين الأول هو تقسيم المنتخبات لـ 12 مجموعة مكونة من أربعة فرق، ليتأهل المتصدر والوصيف مع أفضل ثوالث من المجموعات، فيما يتمثل الاقتراح الثاني في تقسيم كأس العالم إلى قسمين منفصلين من 24 منتخباً كل قسم يضم ست مجموعات من أربعة منتخبات، على أن يلعب الفائز من كل قسم في المباراة النهائية، ومن المقرر أن يتخذ مجلس الفيفا قراره حول الشكل النهائي لكأس العالم 2026 منتصف العام الحالي.
مقاعد آسيوية
زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال جعل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يضع طريقة جديدة للتصفيات بعد مشاورات ونقاش مع الاتحادات الأعضاء فيه حيث تقرر اعتماد أربع مراحل في التصفيات بحيث يتضمن الدور الأول 22 منتخباً هي المصنفة بين 26 إلى 47 في التصنيف العالمي، حيث تتقابل عبر مباراتي ذهاب وإياب، وتتأهل المنتخبات الـ 11 الفائزة إلى الدور الثاني من التصفيات المشتركة.
وفي الدورالثاني سيشارك 36 منتخباً هي المنتخبات المصنفة من 1 إلى 25 إلى جانب المنتخبات الـ 11 الفائزة في الدور الأول، ويتم تقسيمها على تسع مجموعات، وبحيث تضم كل مجموعة أربعة منتخبات تتنافس بنظام الدوري المجزأ من مرحلتي ذهاب وإياب، ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى الدور النهائي كما تحصل أيضاً على بطاقات التأهل إلى كأس آسيا 2027.
أما الدور النهائي فسيشهد تقسيم المنتخبات الـ 18 على ثلاث مجموعات بحيث تضم كل مجموعة ستة منتخبات، تتنافس بنظام الدوري المجزأ من مرحلتي ذهاب وإياب، ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة (المجموع 6 منتخبات) مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
طريقة التصفيات ستضم ملحقاً يشارك فيه المنتخبات الحاصلة على المركزين الثالث والرابع في المجموعات الثلاث من الدور السابق (المجموع 6 منتخبات)، ويتم تقسيمها على مجموعتين، وبحيث تضم كل مجموعة ثلاثة منتخبات تتنافس بنظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة، ويتأهل المنتخبان الحاصلان على المركز الأول في كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، في حين يتنافس المنتخبان الحاصلان على المركز الثاني بمباراة ملحق من أجل تحديد الفريق الذي يمثل قارة آسيا في الملحق القاري.
تخبط إفريقي
بالمقابل رغم أن الزمن المتبقي لانطلاق كأس العالم يبدو طويلاً لكن الوقت اللازم لإجراء تصفياته يبدو محدوداً، وفي هذا الإطار لم يستطع الاتحاد الإفريقي الاستقرار على شكل للتصفيات إلا بعد مداولات طويلة خصوصاً مع وجود نحو 54 بلداً مشاركاً فيها.
الاتحاد الأفريقي وجد أن الأفضل هو أن يكون نظام التصفيات على عدة مراحل، الأولى منها ستشهد إقامة مباراة دور تمهيدي بين 18 منتخباً هم الأقل في تصنيف الفيفا، على أن يتأهل تسعة منتخبات من مباراتي الذهاب والإياب للمرحلة الثانية التي سيتم تقسيم المنتخبات المتبقية إلى 3 مستويات بحسب تصنيف الفيفا، ثم يتم تقسيمهم على 9 مجموعات من أربعة فرق، وتقام المباريات بنظام الذهاب والإياب حيث يتأهل إلى المونديال متصدر كل مجموعة، بينما يذهب المنتخب صاحب أفضل مركز ثانٍ إلى مرحلة الملحق التي يشارك فيها منتخب من كل قارة.
ثبات لاتيني
من جانبه اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم “كونميبول” يبدو مصراً على عدم تعديل نظام تصفيات منطقته المؤهلة إلى كأس العالم مبقياً على صيغة خوض كل من المنتخبات العشرة 18 مباراة في المجموع.
ستتأهل ستة منتخبات بشكل مباشر على أن يخوض السابع ملحقاً دولياً لكن صيغة التأهل الجديدة التي كان يريدها “الفيفا”، تنص على وضع المنتخبات العشرة في مجموعتين على أن يلعب كل منتخب على أرضه وخارجه ضد الفرق الخمسة من المجموعة الأخرى.
ويتأهل المتصدر والوصيف من كل مجموعة مباشرة لكأس العالم فيما يتنافس صاحبا المركزين الثالث والرابع ضد بعضهما على أن يتأهل الفائز مباشرة إلى النهائيات ويلعب الخاسران من أجل بطاقة خوض الملحق.