غلوبال ريسيرتش: سلسلة حروب لا تنتهي تقودها الولايات المتحدة في أنحاء العالم
أوتاوا – سانا
رأى موقع غلوبال ريسيرتش الكندي أن الولايات المتحدة تقود اليوم سلسلة من الحروب والتدخلات العسكرية التي لا تنتهي عند حدّ معين من الزمن، ولا طائل يُرتجى منها أو نتيجة في بلدان وأجزاء مهمّة من العالم منذ أكثر من 70 عاماً، بما فيها غزو العراق الذي استمرّ على مدى 32 عاماً.
الموقع أوضح في سياق تقرير أعدّه البروفسور الكندي ميشيل تشوسودوفيسكي، أن حرب الولايات المتحدة على العراق التي يجب أن يصنّفها المؤرّخون على أنها “حرب إجرامية أمريكية ضد الشعب العراقي” تنقسم إلى ثلاث مراحل إذ إنها بدأت عام 1991 تحت ذريعة ما يسمّى “التدخل الإنساني”، وهو مصطلح تلجأ الولايات المتحدة إليه مراراً للتغطية على ما سترتكبه من جرائم ليجري بعد ذلك إنشاء منطقة حظر طيران في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، ثم تأتي المرحلة الثانية التي كانت عام 2003 في عهد جورج بوش الابن بذريعة وجود أسلحة دمار شامل، وتتبعها عام 2014 حرب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وكانت الذريعة هذه المرة مكافحة الإرهاب.
ومن بين الحروب الأخرى التي لم تضع الولايات المتحدة نهاية فعلية لها الحرب على أفغانستان التي وعلى عكس ما هو متداول في التقارير الإخبارية ووسائل الإعلام لم تبدأ عام 2001، فقد أعلنت واشنطن الحرب على هذا البلد عام 1979، ودعمت حينها إرهابيي تنظيم “القاعدة” الذين وصفهم الرئيس الأمريكي رونالد ريغان آنذاك بـ”مقاتلي الحرية”.
وقال الموقع: إن الحقيقة واضحة لا لُبس فيها، فالولايات المتحدة دعمت تنظيم “القاعدة” الإرهابي والمنظمات الإرهابية التابعة له على مدى نصف قرن منذ سبعينيات القرن الماضي، معتبراً أن الحرب الأمريكية على أفغانستان مستمرة على مدى أكثر من 40 عاماً، وهي فعلياً لم تنتهِ فالانسحاب العسكري لا يعني أن واشنطن ستتوقف عن التدخل في شؤون دول آسيا الوسطى، حيث أشارت تقارير كثيرة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” ووكالة الاستخبارات المركزية “سي آي ايه” بدأتا البحث عن بدائل للوجود العسكري الأمريكي الصريح عبر إنشاء قواعد عسكرية جديدة في دول مجاورة قبل إعلانها الانسحاب في صيف عام 2021، كما أن الانسحاب الأمريكي يقتصر فقط على الجنود الأمريكيين، لكنه لا يشمل المتعاقدين مع البنتاغون أو عملاء الاستخبارات الأمريكية وغيرهم من المرتزقة العاملين لمصلحة واشنطن والضالعين بدور نشر الخراب والفوضى، وتحقيق أهداف واشنطن الاستعمارية ليستكملوا بذلك الميراث الأمريكي الأسود في أفغانستان.
وبالعودة إلى تدخلات واشنطن العسكرية المتواصلة على مدى العقود، أشار الموقع إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن كان من أكبر الداعمين لقرار إدارة بوش الابن غزو العراق عام 2003، وعندها كان يحتل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، كما أنه دعم بشدة التدخل العسكري الأمريكي في العراق عام 2014 تحت ذريعة مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث تم توجيه العمليات العسكرية في هذا الإطار ضد المدنيين في العراق وسورية، والنتيجة ظهرت على شكل دمار لا مثيل له في البلدين تحت ستار إعلامي كاذب.
وتطرّق الموقع إلى حقيقة أن الولايات المتحدة شكّلت ما يسمّى “التحالف الدولي” بالتآمر مع حلف شمال الأطلسي “ناتو” بحجّة القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، لكن هذه الذريعة كانت غطاء تخفي تحت ستاره حقيقة الجرائم التي تُخطط لارتكابها بحق المدنيين في العراق وسورية وتدخلاتها الأبعد أفقاً في هذين البلدين والبلدان الأخرى المجاورة.
وأكد الموقع أن أكذوبة “التحالف الدولي” و”مكافحة الإرهاب” التي حملتها الولايات المتحدة شعاراً على مدى سنوات لتبرير جرائمها واضحة بشكل جلي، فلو كان الهدف حقاً القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي لكانت واشنطن مسحت قوافل الأخير من الشاحنات والعربات والإرهابيين عند عبورها من سورية إلى العراق، لكن قوات هذا التحالف المزعوم كانت تتقصّد إصابة الأهداف المدنية وتدمير البنى التحتية، ولاسيما في سورية.