“تاريخ تجارة حلب”.. كتاب يوثق الحياة التجارية عبر التاريخ
حلب – معن الغادري
وثق الزميل عز الدين نابلسي بسردية سلسة ومدعّمة بصور نادرة ومراجع ومصادر تعود إلى عهود وأجيال قديمة قدم مدينة حلب.
وأضاء المؤلف نابلسي في كتابه الوثائقي الشامل “تاريخ تجارة حلب” على أهمية المدينة التجارية ومراحل تطورها تاريخياً، منوهاً بموقعها الحيوي والاستراتيجي وبخاناتها وأسواقها وعلاقاتها التجارية والدبلوماسية على مدى التاريخ منذ التوقيع على اتفاقية البندقية في عهد الظاهر غازي ملك حلب في عام 1207 ميلادي وحتى عصرنا الحالي.
ويتألف الكتاب من 152 صفحة من الحجم الكبير، استعرض خلاله معدّ الكتاب بالكلمة والصورة الحياة التجارية ونشاط خاناتها وأسواقها العتيقة والسلع والبضائع التي يتمّ شراؤها وبيعها، واستعان بالنخبة من الباحثين والمهتمين والمختصين بتاريخ وعراقة مدينة حلب من أهل المدينة والمؤرخين الأجانب الذين زاروا المدينة واطلعوا وتعرفوا على حضارتها وتاريخها العريق.
وتنوعت صفحات الكتاب بين قديم وجديد المدينة، إذ أشار معدّ الكتاب إلى أهمية مدينة حلب التجارية ووقوعها على طريقي الحرير البري والبحري مستعرضاً ما تختزنه المدينة من تراث مادي ولا مادي، مع عرض شيق لأسواقها وخاناتها وأهم المحطات التي مرّت بها المدينة وأثرت في تجارتها ومجتمعها المتنوع.
كما استعرض الزميل نابلسي ما مرت به حلب من أحداث، وما تعرضت له تجارتها وأسواقها وخاناتها من تدمير وتخريب خلال سني الحرب الإرهابية، من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، وما أعقبها من جهود كبيرة لإعادة ترميم وإحياء الأسواق القديمة والتي كانت تشكل عصب الحياة في المدينة.
ونوّه الكاتب بالدعم الكبير الذي حظيت به حلب من قبل السيد الرئيس والسيدة الأولى خلال زياراتهما إلى حلب، وما تم إنجازه على مستوى تأهيل الأسواق منها أسواق السقطيّة والبهرميّة وساحة الفستق وسوق خان الحرير وسوق خان الحبال.
واحتوى الكتاب مجموعة من الكلمات لكبار الباحثين والمهتمين، نوهت هذه الكلمات بما يبذل من جهود كبيرة لإعادة إعمار حلب القديمة وترميم وإعادة إعمار الجامع الأموي، مشيدة بالشراكة الناجزة بين كافة الجهات المعنية والمؤسسات والجمعيات الأهلية.