“حكيمك دليلك”.. مبادرة طبية مميزة بجهود شبابية
دمشق- لينا عدره
في وقت تشهد البلاد هجرة شريحةٍ كبيرة من الأطباء، لدرجةٍ بات فيها الواقع الطبي والصحي مهدداً بمخاطر وشيكة نتيجة النقص الحاصل في العديد من الاختصاصات، لا يزال عددٌ من الشباب يؤمنون بأن سورية قادرة على تقديم الأفضل لأبنائها، متمسكين بهذا المكان، ومعنيين بأهله للوصول معه إلى بر الأمان، ولتكون الميزة الأهم من بين ميزات مشروع “حكيمك دليلك” أن نواته الأساسية هي من الأطباء الشباب.
الدكتور محمد أكرم الشرع، طبيب القلبية في مستشفى تشرين العسكري، ومؤسّس ومدير فريق “سماعة حكيم” الطبي، وصاحب مبادرة “حكيمك دليلك”، بيّن في تصريحٍ لـ “البعث”، أهم النقاط التي سيعمل المشروع على تقديمها للمرضى والأطباء على حدٍّ سواء، موضحاً أن المشروع عبارة عن مبادرة طبية وطنية، بجهود مجموعةٍ من الأطباء، بهدف الارتقاء بجودة الخدمة الطبية المقدمة، والوصول لنظامٍ صحيٍّ على مستوىً جيد، مشيراً إلى شقين أساسيين تمّ تأسيس المشروع على أساسهما: الأول طلابي طبي يهدف إلى تخديم المريض من خلال وجود فريق متكامل يجيب عن استشارة المريض بشكل إسعافي وتوجيهه إلى الطبيب المختص وتقديم فكرة أولية عن المرض والمكان الذي يجب أن يتوجّه إليه، فيما يعمل الشق الثاني (المجتمعي) على توجيه المريض إلى المشافي الحكومية، وذلك من خلال التنسيق بين أفراد الفريق ضمن المشافي الحكومية، بغية تقديم خدمة طبية مجانية أو تسريع عمل طبي لهذا المريض من خلال شبكة التواصل التي سيوفرها مشروع “حكيمك دليلك”.. وكلّ ذلك بالتنسيق مع إدارة المشافي والمعنيين بالأمر، ليكون المستهدف الأساسي للمشروع هو المريض.
ولن تقتصر المبادرة على تقديم المشورة والخدمة الطبية فقط، بل ستعمل أيضاً ضمن شقها المجتمعي على نشر فيديوهات طبية لأطباء اختصاصيين من مختلف المجالات بهدف تقديم أهم المعلومات لأكبر شريحة ممكنة في المجتمع داخل البلاد وخارجها، بغية رفع الثقافة الطبية، وفق ما بيّن الشرع، إضافةً لقيام الفريق نفسه وبالتنسيق مع شؤون الطلاب في الجامعات بالعمل على تقديم خدمة طلابية مجانية تُعنى بتقديم إجابات عن استفسارات طلاب الكليات الطبية، وهذا ضمن شقها الأول، لتتوجّه أيضاً نحو أقسام الموارد البشرية في الوزارات المعنية، للتعاون والتنسيق فيما بينها، للإجابة عن تساؤلات الطلاب وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم، ما سيسهم برسم صورة واضحة عما قد ينتظرهم مستقبلاً.
وأشار الشرع إلى أن الأمر لن يقف عند طلاب الكليات الطبية فقط، بل سيمتد ليشمل الطلاب الذين سيتمّ قبولهم في السنة التحضيرية، مروراً بشرح كل تفاصيل الفروع الطبية لمختلف السنوات الدراسية، بدءاً من السنة الثانية للكليات الطبية وانتهاء بسنوات التخرج، ليتابع معهم كل التفاصيل المهنية بما فيها الاختصاص.
الشرع أشار في حديثه أيضاً إلى اهتمام الفريق بتقديم خدمة إعلامية تشجيعية مجانية للطلاب المتفوقين في الكليات الطبية، وتسليط الضوء على أهم ما يمتلكونه من مهاراتٍ علمية وغير علمية، ودعم وتغطية الفريق للخريجين المتميزين عبر نشر أبحاثهم العلمية ورسائل تخرجهم على المنصات التابعة له، إضافةً لتوجه الفريق المعنيّ نحو مشاركة ونقل وتوثيق العمليات الطبية التي سيقوم بها أطباء من مختلف الاختصاصات مجاناً، ليبقى الطبيب السوري، كما كان، موضع ثقة رغم كلّ ما يشوب عمله من تشويش وإساءة في بعض الأحيان.