تأجيج نيران الحرب في آسيا والمحيط الهادئ
عائدة أسعد
تستعدّ الولايات المتحدة لبدء نزاع مستقبلي بالطريقة نفسها التي قامت بها في أوكرانيا بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش بدعمها الواضح. وحسب اللفتنانت جيمس بيرمان قائد مشاة البحرية الأمريكية في اليابان، تعدّ الولايات المتحدة المسرح في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالطريقة نفسها التي عملت بها في أوكرانيا بعد عام 2014، حيث كانت الاستعدادات التي قامت بها الولايات المتحدة للعمليات العدائية من خلال تدريب الأوكرانيين، وتجهيز الإمدادات مسبقاً، وتحديد المواقع التي يمكن من خلالها تقديم الدعم.
وعلى خلفية العداء الأمريكي المتزايد تجاه الصين واستفزازاتها المستمرة بشأن قضية تايوان، قال بيرمان إن البنتاغون لديه النيّة الآن في تأجيج نيران الحرب في المنطقة. ومع ذلك، بينما تنوي الولايات المتحدة جعل تايوان فتيل الصراع، يظلّ من الخطأ الاعتقاد بأن الولايات المتحدة مستعدة للتضحية بأرواح الأمريكيين من أجل الجزيرة، وكما فعلت مع أوكرانيا ستسعى واشنطن إلى استخدام وكلاء للقيام بعملها القذر. وهكذا فإن ما يُسمّى باستعداداتها للحرب تتضمن دفع حلفائها الإقليميين إلى الواجهة في مسرح الحرب التالي على الرغم من أن اليابان لا تحتاج إلى دفع لأنها قفزت بحماس على عربة الولايات المتحدة العسكرية.
إن حرص اليابان على احتواء الصين يرجع إلى أن ذلك يوفر لها ذريعة لإعادة التسلح، وهذا في نظر سياسييها اليمينيين هو الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها اكتساب المكانة والاعتراف على المسرح العالمي كدولة طبيعية.
وعليه فإن الاستراتيجية الأمنية الجديدة التي وضعتها حكومة فوميو كيشيدا تصف الصين بأنها “التحدي الاستراتيجي الأكبر”، وتتضمن لغة يمكن أن تبرّر العمل العسكري، وتكسر قيود دستور اليابان بعد الحرب العالمية الثانية. ومع زيارة رئيس الوزراء الياباني كيشيدا لواشنطن، يمكن التوقع أن تتقدم اليابان إلى الأمام لمساعدة الولايات المتحدة على تمهيد مسرحها.
لكن التواطؤ في إثارة الحروب بين الولايات المتحدة واليابان لن يثبط عزيمة الصين، فقد حذّرت بكين القوى الخارجية مراراً وتكراراً من أنها تتسبّب بكارثة من خلال محاولة استغلال قضية تايوان لاحتواء الصين، كما أوضح جيش التحرير الشعبي في تدريباته الأخيرة حول الجزيرة أنه سيتخذ إجراءات لسحق أي عمل يهدف إلى فصل تايوان عن الوطن الأم.
يجب على حلفاء الولايات المتحدة إلقاء نظرة موضوعية على ما حدث لأوكرانيا منذ أن جعلتها الولايات المتحدة مسرحاً للحرب، والنظر في ما قد يترتب على ذلك إذا مكنوا واشنطن من إنشاء مسرح حرب في المنطقة معهم كوكلاء لها.