معرض اللوحة الصغيرة في “أبو رمانة”.. تقليد لا مفر من تطويره
أكسم طلاع
افتُتح هذا الأسبوع، في صالة المركز الثقافي العربي في أبو رمانة، معرض للوحة الصغيرة بدعوة من الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وبمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطينيين، حيث كانت المشاركة مفتوحة للجميع، وقد شارك اتحاد الفنانين التشكيليين بدعوة أعضائه للمشاركة والتعاون مع اتحاد التشكيليين الفلسطينيين لإنجاح المعرض ورفع سوية العرض.
ومن المعروف أن هذا المعرض دوريّ يقام كلّ عام تحت عنوان “اللوحة الصغيرة”، ويبدو أن الأمر بدأ يذهب إلى مكان غير اللوحة الصغيرة وأضحى معرض اللوحة فقط، وذلك لاختلاف مواصفات الأعمال المعروضة، حتى أن البعض منها لا علاقة له باللوحة ولا يتعدى تجارب المبتدئين في الرسم، ومن المهمّ التذكير بما يخصّ اللوحة الصغيرة أن دمشق في بداية التسعينيات شهدت عدة معارض تحمل اسم معرض اللوحة الصغيرة، وربما كانت صالة “فري هاند” الكائنة في الجسر الأبيض آنذاك هي أول من استضاف معرضاً للوحة الصغيرة، واستمرت لسنوات عديدة حيث كانت توجّه الدعوات لبعض الفنانين القادرين على خلق الدهشة في مساحة صغيرة تقنع رائيها بأن هذا العمل التشكيلي كامل ولا ينقصه شيء عن أي عمل تشكيلي كبير في القياس، فمثلاً دفتر الفنان قد يكون حافلاً بالرسومات الغنية ومشاريع اللوحات العظيمة، ويحفل تاريخ العالم التشكيلي بعشرات الأعمال المهمّة والتي تُحسب ضمن قائمة اللوحات الصغيرة.
تميّز في هذا المعرض ما قدمه عبد المعطي أبو زيد ومحمد الركوعي ومعتز العمري، وهم من الأسماء الحاضرة والنشيطة في التشكيل الفلسطيني، إلى جانب بعض الفنانين المجتهدين من الفنانين الفلسطينيين المنضوين تحت خيمة اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية.
ازدحم المعرض بعدد من التجارب المحسوبة على التشكيل السوري والتي تسعى إلى حضور دائم تكريساً لتجربتها دون أن تقدم أي جديد، بل ما زالت تراوح مكانها وكلّ ما يشغل صاحبها الحضور الاجتماعي الذي يكرس حالة الفنان المتوفر دائماً في كل معرض “في كل عرس له قرص”، حتى وصل الأمر إلى بعض من أفراد في اتحاد التشكيليين لا همّ لهم إلا توزيع ابتساماتهم أمام عدسات الموبايلات التي تلتقط الصور التذكارية التي لا تخلو من سذاجة فاضحة لفقرهم الفني!.