واشنطن تجبر ألمانيا على التضحية بنفسها أمام روسيا
برلين -تقارير:
ربما بدأ الأوروبيون يشعرون بمرارة الموقف الذي وضعوا أنفسهم فيه بانصياعهم لإملاءات الولايات المتحدة فيما يخص العلاقة مع روسيا، فقد بدأت الأصوات الأوروبية تتعالى حول ضرورة التريّث فيما تريده واشنطن من أوروبا من خلال دفعها إلى تزويد نظام كييف بالأسلحة، حيث أكدوا أن واشنطن تضعهم في الواجهة بينما تراقب هي ما يحدث من خلف المحيط.
فقد أعلنت النائبة الألمانية من حزب اليسار، سيفيم داغديلين، أن الولايات المتحدة بدفعها ألمانيا إلى تزويد كييف بالدبابات، تجبرها بهذه الصورة على “التضحية بنفسها” في الصراع ضد روسيا.
وكتبت داغديلين في مقالة نُشرت في صحيفة “Berliner Zeitung”: “يتزايد الضغط الشعبي لإرسال الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا. هذا ما تريده الولايات المتحدة. لكن هذه الخطوة ستصبح خطأ تاريخياً”.
وأضافت: تشكّلت في ألمانيا مجموعة من الأحزاب الداعية لتوريد الدبابات إلى كييف بأسرع ما يمكن، ولا يشك في ذلك أحد إلا المستشار الألماني أولاف شولتس والحزب الديمقراطي الاشتراكي لألمانيا الذي يترأسه.
وذكرت أن ألمانيا تواجه أيضاً ضغطاً من جانب الدول الأخرى من أعضاء حلف الناتو التي تطالب بالسماح بإعادة تصدير الدبابات الألمانية. وأوضحت: “تريد أن ترسل برلين إلى النار لتدمير العلاقات الروسية الألمانية بشكل نهائي وجرّها إلى حرب روسية ألمانية مفتوحة لمصلحتها الخاصة”.
كذلك عبّرت النائبة عن اعتقادها أن شولتس لا يريد أن تكون ألمانيا أول دولة “تقع تحت نيران روسيا”، ولذلك يتخفّى وراء الولايات المتحدة ويعبّر عن استعداده للعمل بالتعاون مع واشنطن فقط. مع ذلك ما من إشارة حتى الآن تدلّ على استعداد الولايات المتحدة لتوريد دبابات “Abrams” إلى كييف.
وتابعت: “يمكن أن نجد في هذه المناقشة ملامح وحدوداً خطيرة لسيادة ألمانيا. يبدو أن حكومتها ليست قادرة على اتخاذ قرار مستقل بشأن توريد أو عدم توريد الدبابات. وسيثير ذلك ظهور أكبر تهديد للأمن الألماني منذ الحرب العالمية الثانية. لكن الولايات المتحدة لديها النفوذ الكافي على الدول الأخرى لحلف الناتو للحصول على النتيجة المرغوب فيها من كل منها. ويخص ذلك ألمانيا أيضاً”.
وتوصّلت داغدالين إلى استنتاج مفاده أن الولايات المتحدة قرّرت إجبار حلفائها على التضحية بأنفسهم، مذكرة أن هذا العمل كان دائماً يُترك للتابعين. ودققت: “يكمن في هذه النية الأمريكية عنصر استراتيجي جديد في العلاقات مع روسيا والصين، وفي إطار سياسة جديدة لاستهداف التحالف الأوراسي لروسيا والصين، يجب على ألمانيا واليابان أن تصبحا ما يشبه لحماً للمدافع، أي دول خط مواجهة بسيادة محدودة”.