“ضنك العيش “؟!
بشير فرزان
رغم أن الحديث عن الواقع المعيشي بات مشبعاً بالهواجس والمخاوف بعد أن أثقلته مئات مئات التصريحات الواعدة بالانفراجات المختلفة فالكهرباء والغاز والمحروقات وكل مايتعلق بتحسن الواقع المعيشي الاقتصادي من سيء لاسوء إلا أن ذلك لايعني السوداوية المطلقة فهناك دائما المزيد من الأمل والعمل لإعادة الحياة إلى مسارها الطبيعي حيث تترقب الحياة العامة عملاً حكومياً فعالاً عنوانه العريض مضاعفة الجهد والبحث عن أساليب وأدوات عمل جديدة تخفف من وطأة الأزمات على الشارع بدلاً من الإمعان في محاولات تجميل الواقع والتنقيب عن الايجابيات وتغييب المصداقية بخطط ليس فيها أي نبض حياتي وهذا الكلام لايتلاقى مع حملات الاستهداف والإساءة والنيل من هيبة أحد بل هو من وحي الفكر الراقي والمسؤول الذي يرى (أي خلل في الدولة هو فساد فهدر الأموال العامة وضرب المؤسسات وتراجع نوعية الخدمات المقدمة هي أوجه للفساد تؤدي إلى تعميم ثقافة الإحباط والفوضى وعدم الانضباط لدى المواطنين ما يعني عملياً تفتيت المجتمع).
وهنا لابد من التشدد في برامج الأولويات وخاصة تلك التي لم تعرف طريقها بعد إلى أجندة الحل الحكومي فلايمكن تجاهل واقع الناس أو الاستمرار في تأجيل المعالجات التي نرى الكثير منها متوفر لكنها بحاجة إلى إدارات ذات كفاءة وقادرة على العمل والتجاوب مع محنة شعب صمد وضحى في سبيل بلده ووجه رسالة أذهلت العالم بمعنى الانتماء والوطنية والالتفاف حول قيادته ولذلك لابد من مكاشفته بالحقيقة والاعتراف بالواقع والعمل على تفعيل الكثير من القوانين التي غيبت تحت مظلة وزارة التنمية الإدارية وعدم وجود الاعتمادات المالية ومنها قانون العاملين الأساسي رقم 50 وقانون التأمينات وتثبيت أكثر من 8500 عامل وعاملة وغيرها من القضايا التي تتأرجح بين الوزارات دون أن تهتدي إلى ساحات التنفيذ والإقلاع نحو أهدافها .
باختصار لسان حال الجميع يقول .. إن ظروف اليوم أصعب من ذي قبل وهناك وعي شعبي لكافة الأحداث الدولية وإدراك تام لقضية تراجع الموارد وارتفاع نسب العجز خلال سنوات الحرب نتيجة التخريب الذي تعرضت له المنشآت وتوقف نسبة كبيرة منها عن العمل ولكن مايحير إخفاق مساعي السياسة المالية في توجهها نحو إنعاش حياة الناس والموضوع بواقعية ليس مواطن وحكومة أو إساءة للهيبة بل مواجهة بين حياة معيشية منهكة وقصور إجرائي وفكر اقتصادي مترنح استسهل تجربة شد أحزمة الإنفاق والتقشف الشعبي والتعليق على مشجب الحرب وفكفكة منظومة الدعم .. وقد آن الأوان للاستيقاظ والتطبيق الحازم للقوانين د ون أي استثناءات.
وللعلم رغم ضنك العيش في هذه الأيام المؤلمة والمشبعة بمرارة الظروف و الواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب إلا أن ذلك لم يقف في وجه الأمل والتفاؤل بالأيام القادمة بل زاد من تصميم الناس على ممارسة حياتهم اليومية المثقلة بالأعباء والهموم ..فهل تبقى الأمور على حالها بانتظار الأسوأ أم تتحرك الأقلام الخضراء في مسارات الحلول التي نرى أنها غير مستحيلة؟