“الفينيقيون ودورهم الملاحي” في صالون سلمية
البعث- نزار جمول
تناهى رواد صالون سلمية الثقافي من المثقفين والمهتمين إلى صالته للتحاور مع الربان البحار إسماعيل خدوج الذي تصدّى لتقديم دراسة وافية بعنوان “الفينيقيون وبصمتهم في الملاحة حتى اكتشاف أمريكا”، وبدأ خدوج دراسته بالإشارة إلى سورية الطبيعية التي تعتبر قلب العالم القديم، وجسراً مرّت عليه مختلف الشعوب، حيث إن كل قدم وطأته تشهد بذلك الأمر، فسورية هي أول تجمع بشري، ومن هنا يُعرف ثراؤها، وفي ربوعها تشكلت أول نواة حضارية في التاريخ وتسابقت الشعوب لتستقر في حضنها الدافئ، ومن ثغور ساحلها انطلقت أولى مراكبها.
وتطرق خدوج إلى أصل الفينيقيين الذين قطنوا في جنوب الجزيرة العربية، قبائل ومملكة حمير التي بنت علاقة جيدة مع مملكة سبأ في اليمن، وأوضح أن تسميتهم التي عرفوا بها أطلقها الإغريق، وأصلها الرجل الأحمر، وتعود إلى أنهم من بني الأحمر أو لأنهم اكتشفوا الصباغ الأرجواني الأحمر من أنواع الصدف البحري حيث نقلوه بتجارتهم إلى دول العالم.
وتحدث الربان إسماعيل عن تطور الملاحة واهتمام الفينيقيين بصنع القوارب والزوارق وصولاً لصناعة السفن في أهم مدنهم: أوغاريت، عمريت، أرواد، وفي لبنان طرابلس وصور وصيدا وعكا وجبيل، وفي تونس عتيقا وقرطاج وكمبة وقادس، إضافة لمعظم مدن الساحل الشمالي، وهي تسميات فينيقية بسبب تأسيسها من قبلهم. وأشار إلى أنهم اكتشفوا علوم الملاحة والفلك والبوصلة والاسطرلاب، كما درسوا الأجواء والأنواء والرياح والتيارات البحرية وعرفوا كيفية السيطرة على كلّ التجارة في حوض المتوسط.
وبيّن خدوج اكتشاف سفينة على شواطئ مرسيليا أثبت الآثاريون أنها فينيقية عمرها يتجاوز 2000 سنة، لذلك قرّر أعضاء الحملة بناء سفينة شبيهة بها أطلقوا عليها اسم “فينيقية”، في جزيرة أرواد السورية وطولها 20 متراً، وقد أبحرت برحلتها الأولى بين عامي 2008 و2010 من أجل إثبات نظرية هيروديت الذي أكد فيها أن الفينيقيين أبحروا من سواحل مصر وداروا حول أرض حام وليبيا وليعودوا بعد ذلك، والإبحار الثاني كان من قرطاج إلى البرازيل لإثبات أن الفينيقيين هم أول من أبحر عبر الأطلسي.