نادي الجزيرة فقد آخر آماله بالبقاء بين الكبار
ناصر النجار
من المحزن جداً أن نتابع الدوري الكروي الممتاز دون فريق الجزيرة الذي أصدرت لجنة الاستئناف قرارها بردّ التظلم الذي كتبته إدارة النادي على ثلاث صفحات، لكنها نسيت أن تفدي ناديها ببعض الدريهمات، فلم ترسل رسم الاعتراض فردّ الطلب، والإدارة تعرف بقرارة نفسها أن طلبها لا يمكن النظر فيه دون الرسم المالي بقانون موضوع منذ نشأة كرة القدم ولا يمكن تجاوزه.
وكنا نودّ لو تابع الجزيرة مسيرته بالدوري الممتاز لأننا من محبي هذا النادي العريق الذي خرّج لكرتنا الوطنية العديد من النجوم والمواهب والكوادر الخبيرة، وكنا سنرفع له قبعاتنا احتراماً وتقديراً لو هبط إلى الدرجة الأدنى بالميدان، لأنه حاول وما استطاع الصمود لعقبات كثيرة بات الجميع يدركها ويعرف تفاصيلها، ولكن للأسف كان الجاني الحقيقي إدارة النادي التي وضعت فريقها الكروي رهينة طلبات لا تنزل بميزان أو قبان، فإما أن تنفذ القيادة الرياضية (وليس اتحاد كرة القدم) طلبات إدارة نادي الجزيرة، وإما لا تشرك فريقها بالدوري بحجج واهية!!.
ليّ الذراع لم ينجح من إدارة نادي الجزيرة، فالقيادة الرياضية كانت أوعى من كلّ الطلبات، ولا ننكر أن بعضها كان مشروعاً ولكن وقته ليس الآن ولا يمكن ربطه بقضية مشاركة فريق كرة القدم.
بالعموم كلّ الأعذار التي قدمتها إدارة نادي الجزيرة كانت غير منطقية، وبالأساس كانت تهرب من المشاركة لكن تريد من غيرها أن يتخذ القرار، وبالأصل لو أن إدارة النادي كانت راغبة بالمشاركة لعلمنا عن نيّة الإدارة بالمشاركة، فمنذ نهاية دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي وإعلان تأهل فريق الجزيرة إلى الدوري الممتاز لم نرَ أي خطوة أقدمت عليها إدارة النادي لتجميع فريقها وتأهيله وإعلان هدف المشاركة، وعندما اقترب موعد الدوري وضعت الإدارة الجميع في (خانة اليك) من خلال رفضها المشاركة دون تلبية شروطها والقصة طويلة وبات يعرفها الجميع.
من المفيد اليوم الجلوس على طاولة مستديرة ودراسة واقع الاستثمار والمنشآت الخاصة بالنادي بهدوء وروية، وإزالة كلّ الإشكالات التي تعترض مسيرة نادي الجزيرة ليتمّ حلها ضمن الأطر المؤسساتية وحسب القانون، ومن المنطق أن تدرس إدارة النادي وضع ألعابها كلها وليس كرة القدم فقط.