“زكزوك وغيرو لا لا” المسرحية الثانية من سلسلة البطل الطفولي
حلب – غالية خوجة
تعتبر المسرحية الموجّهة للأطفال “زكزوك وغيرو لا لا” (تأليف منى الأحمد، وإخراج أحمد مكاراتي) من المسرحيات الهادفة التي ترسل رسائلها للطفل لينمو على المحبة والحفاظ على العائلة والدراسة والوطن، والحذر من خلال استعادة قصة “ليلى والذئب”، وتقديمها عبْر شخصيات كارتونية يحبها الأطفال، مثل سنفور والقطة والديك، وكيف يدافعون عن غابتهم ضد الذئب الذي يحاول أن يمنح الطفل زكزوك الطمأنينة الخادعة لينقضّ عليه، لكن الأصدقاء يحذرونه، فيثبت لهم أنه ذكي وبطل وبديل جيد عن شخصية ليلى في القصة الأصلية، فيصل إلى بيت جدته بعدما اختلف مع أخته التي يغار منها يوم الاحتفال بعيد ميلادها، ثم يعود مع جدته ليكمل الاحتفال مع العائلة بمحبة.
تظهر عائلة “زكزوك” (الشخصية التي ابتكرتها منى الأحمد) من خلال دمى العرائس المحركة يدوياً، بينما تبدو الجدة على الشاشة بفنية خيال الظل، ويظهر أبطال الغابة على المنصة بدمى يرتديها الممثلون، ويضاف إلى ذلك توظيف الشاشة السينمائية في العرض وسرد حكاية ضمن حكاية لنصل إلى الساحرة الشريرة، وكيف حولت الأخ إلى حمل دافعت عنه أخته، وضحّت إلى أن انتصرت وأعادته إلى هيئته الآدمية وتزوجت الأمير، وكيف أعطت زكزوك معنى المحبة بين الأخوة، ما ساهم في إغناء العمل المسرحي الموظف لهذه الفنيات بطريقة مناسبة ومشوقة وممتعة تحكي عن بعض التفاصيل التي تحدث مع الأطفال في حياتهم اليومية بلهجتهم واللغة العربية الفصحى، إضافة إلى السينوغرافيا المناسبة وأداء الممثلين.
وللمتابع أن يلاحظ تطوراً في هذا العمل المسرحي المعتمد على شخصية البطل “زكزوك” والأحداث المختلفة التي يمرّ بها، سواء في المسرحية الأولى “زكزوك الذكي”، أم الثانية “زكزوك وغيرو لا لا” التي تُعرض بمناسبة العطلة الانتصافية على مسرح المركز الثقافي العربي بالعزيزية (صالة عمر حجو)، وانجذاب الأطفال لهذه الشخصية التي أصبحت محبّبة.
وعن هذا العرض، أخبرنا الطفل ملهم العبسي عن محبته للعمل، وتمنّى لو كانت جميع مشاهده بالفصحى لأنه شعر بأنه يحضر واحداً من أفلام الكارتون الجميلة.
بينما عبّرت فئة أخرى من الأطفال عن انسجامها مع العرض، وأن محبة العائلة هي الأساس الذي يجعلنا سعداء، كما أكدت فئة أخرى أنها تعرف قصة “ليلى والذئب”، وأحبّت أن يكون زكزوك بدل ليلى، لكن لا يعقل أن يكون هناك غابة بين بيت زكزوك وبيت جدته، وأضيف: ليت المخرج اختزل مشهدية الغابة لكانت أجمل، وليت الحضور كان متفاعلاً مع أبطال المسرحية أكثر أثناء العرض.