شركة توزيع المطبوعات.. وداعاً!
وائل علي
في سياق الخبر الرسمي الذي لخص مجريات الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء مطلع العام الجاري كان لافتاً إدراج بند خاص لمناقشة مشروع الصك التشريعي لحل “الشركة العامة لتوزيع المطبوعات” بعد نصف قرن على إحداثها، وهذا يعني فيما يعنيه بطبيعة الحال طي صفحة الشركة التي تولت على مدى خمسة عقود توزيع المطبوعات والصحف والمجلات والدوريات والإصدارات والنشرات والكتب المحلية والعربية والدولية الناطقة بلغات الأرض داخل البلاد وخارجها، بعد أن أصبح حلُّ هذه المؤسسة العريقة قاب قوسين أو أدنى انسجاما مع طي صفحة الصحافة الورقية من حياتنا، جملةً وتفصيلاً!!
وإذ نقول مانقول فهو من باب استذكار محاسن وفضائل “موتانا”، والحنين لتلك الحقبة التي أرّخت ليومياتنا وحفظتها من الضياع
والاندثار والنسيان ، وليس خشية على مصير موظفي وكوادر المؤسسة الذين لن يلقى بهم “على قارعة الطريق”، عملاً بالأنظمة المرعية الإجراء على الأقل!!
إذاً نحن الآن بانتظار إعلان “قصة موت معلن” لشركة توزيع المطبوعات فور الانتهاء من الإجراءات القانونية الشكلانية.. وهذا يفهم منه المضي قدما بقرار توقيف إصدار الصحافة المطبوعة بكل أشكالها، وتكريس هذا الإجراء بعد حل شركة التوزيع القريب!
لكن المثير والمدهش، بآن، ذاك الطلاق الرسمي البائن الذي لارجعة عنه لعصر الصحافة الورقية والحبر والقلم، رغم كم الدعوات والرجاءات.. لكن عبثاً!!
علما أن كل بلاد الدنيا، المتخلفة الفقيرة والمتقدمة الغنية، على السواء، لا تزال تحافظ على صحافتها الورقية وإصداراتها ولو بحدودها الدنيا، ورغم أننا نتحضر ونتهيأ لرقمنة كل شيء وإعلان ولادة الحكومة الالكترونية نهاية العقد الجاري، و”روبتة” خدماتنا ، لكننا نظل مشدودين ومتعلقين بورق وملمس ورائحة الجريدة والمجلة!!
ما يحز في النفوس أن من سبقونا في عالم “التثوير الرقمي” لم يتخلوا عن صحفهم الورقية، وأبقوا عليها، وها هي كبريات الصحف لاتزال تغزو المكتبات والأسواق، وإن حدّوا وقلّصوا من أعدادها بعض الشيء لكنهم لم يدخلوها متحف التاريخ!
مع كل ما سبق، وعلى ما يبدو، صار لزاما علينا أن نقول، وللأسف: وداعاً شركة توزيع المطبوعات..!
ALFENEK1961@YAHOO.COM