الشجاعة.. أكثر ما يحتاجه الاتحاد الأوروبي
عائدة أسعد
خلال محادثة هاتفية، شدد وانغ يي، مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وإيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على التزام البلدين بالترويج للعلاقات بين الصين وفرنسا، وعلاقات الصين مع الاتحاد الأوروبي وروح التعددية.
وتجدر الإشارة إلى أنه بفضل الجهود المتبادلة، صمدت العلاقات الصينية الفرنسية أمام اختبار العصر، ووضعت مثالاً جيداً للدول ذات الخلفيات الاجتماعية، والسياسية المختلفة للحفاظ على تعاون مستقر وصحي على الجبهتين الثنائية والمتعددة الأطراف.
كما يمكن التنويه إلى أن بكين وباريس تعاونتا باستمرار على تعميق ثقتهما الاستراتيجية المتبادلة، وعززتا شراكتهما الشاملة من خلال التبادلات المتكررة رفيعة المستوى، وهناك آفاق مشرقة أمامهما للاستفادة من مجالات جديدة للتعاون، وتوسيع نطاق المصالح المشتركة بينهما.
وبصفتها عضواً بارزاً في الاتحاد الأوروبي، يمكن لفرنسا أن تلعب دوراً مهما في ضخ زخم جديد في التعاون العملي بين الاتحاد الأوروبي والصين، خاصة أنه يصادف هذا العام الذكرى العشرين للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي التي أخذت علاقاتهما منعطفاً نحو الأسوأ نتيجة تلاعب واشنطن بالمخاوف الأمنية المتزايدة للدول الأوروبية والتي أثارها الصراع في أوكرانيا.
منذ أن نجحت الإدارة الأمريكية في إثارة الأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا، سعت إلى استخدام التوافق الأمني الوثيق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كفرصة للحصول على دعم الاتحاد الأوروبي لجهودها لاحتواء الصين، ولكن مع إظهار تجاهل واشنطن للمصالح الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، يجب أن يكون واضحاً تماماً لحلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين أنهم في نظرها موجودون هناك ليتم استغلالهم وإساءة معاملتهم.
يجب على أعضاء الاتحاد الأوروبي قبول الحقيقة الصعبة وهي أن الولايات المتحدة مصممة على تعزيز قيادتها العالمية بأي ثمن، وتحت ضغطها، وإكراهها حتى لو على حساب حلفائها، فالاتحاد الأوروبي يشهد بالفعل تراجعاً في علاقاته مع الصين، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية للكتلة.
إن كلا من الصين وفرنسا عضوان دائمان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويمكن أن يساعد تمسكهما بالتعددية، ومعارضة عقلية الحرب الباردة، وسياسات الكتلة أيضاً في تعزيز الإجراءات المنسقة الضرورية لمواجهة العديد من التحديات الملحة التي تواجه البشرية. والعالم لديه ما يكفي من المتاعب للتعامل معها، وبناء ثقة أكبر، ولذلك سيساعد تعزيز التعاون وتعميق الإجماع الدولي، كما تفعل الصين وفرنسا على منع زرع الخلافات وتأجيج المواجهة التي تؤدي إلى انتشارها.