تحالف متجدّد بين النازية الجديدة والجماعات التكفيرية ضدّ روسيا
تقرير إخباري:
في حربها التي تخوضها بالوكالة ضدّ روسيا، ترث أوكرانيا بلا شك جبهة أفغانستان ضدّ السوفييت، حيث تشير التقارير الاستخبارية والإعلامية، ومقاطع الفيديو “التي تصور قادة التنظيمات الإرهابية يقاتلون الآن في أوكرانيا”، إلى نشاط منقطع النظير لترحيل الجماعات التكفيرية، بالتنسيق مع قادة تنظيم “جبهة تحرير الشام” الإرهابي، الذي افتتح مكاتب لقبول “متطوعين”، عرب وأجانب، في الشمال السوري، للقتال في أوكرانيا برواتب مغرية تقدّر بثلاثة آلاف دولار شهرياً، تصل إلى 7 آلاف عند الإصابة، مع التعهد بدفع مبلغ 15 ألف دولار لأهل الإرهابي في حال قتله، وذلك بإشرافٍ مباشر من قبل النظام التركي الذي افتتح ممرات لعبور هؤلاء نحو أوروبا الشرقية بالتواطؤ مع عدد من القوى السياسية الغربية، وتجار البشر الذين حولوا جلّ تجارتهم إلى تجارة مرتزقة الحروب، بل ويخططون حالياً – وفق العديد من الخبراء – إلى إيجاد بقع صراعاتٍ بديلة لأوكرانيا في حال انتهت الحرب فيها، وفق أية صيغ تفاهم بين روسيا والغرب، والموطن الجديد المرشح لهم غالباً سيكون القارة الأفريقية وخصوصاً “ليبيا، مالي، تشاد”.
لقد أصبحت هذه التنظيمات الظلامية موازيةً لمرتزقة بلاك ووتر الأمريكية التي استُخدمت في العراق وعدد من مناطق التوتر، كما أن الغرب يستغل انتماءها الإيديولوجي وتفكيرها الراديكالي سبيلاً لمحاربة وإضعاف الأعداء، وتكرر دول “الناتو” في أوكرانيا الآن سيناريو “القاعدة”.
لقد أدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطر المخططات الغربية عندما أمر القوات الروسية بالتحرّك لمساندة الجيش العربي السوري في مهامه بمكافحة التنظيمات الإرهابية، مؤكداً بكل وضوح أن جيش بلاده عازم على القضاء عليهم في سورية قبل وصولهم إلى موسكو، كما أكد قبل العملية الخاصة في أوكرانيا أن أحد أهم أهدافه هو محاربة النازية الجديدة التي تتخذ من أوكرانيا مرتعاً لنشاطاتها، حيث نلاحظ الآن مدى التعاون بين تلك القوى النازية وبين التنظيمات المتطرّفة التي افتتحت في كييف – وفق ما أشارت إليه التقارير – ما يسمى “فيلق الدفاع الدولي الأوكراني” الذي تطوع فيه منذ العام 2014 وحتى تاريخه أكثر من 55 ألف إرهابي تكفيري من جنسيات متعدّدة، وحتى الآن يستقبل ما يقارب 200 متطوع يومياً، بإشراف مباشر من وزارة حرب كييف، وبمغرياتٍ عديدة علاوةً على المادية، ومن أبرزها إعطاء الجنسية وهوية جديدة تعفي حاملها من الملاحقات بجرائم الإرهاب.
إن ما يجري الآن يفند وجهة منتقدي نظريات المؤامرة، ويثبت أنّ التطرّف والتكفير لا يعيشان بلا دعم مالي غربي، ودون اختراق استخباري لقادتهما. وأحدث مثال على ذلك زيارة أحد قادة المخابرات البريطانية لمتزعمي تنظيم “جبهة تحرير الشام” الإرهابي في الشمال السوري المحتل في نهاية عام 2021 حيث طلب ذلك القائد من المتزعم الإرهابي “الجولاني” توجيه عقول تابعيه نحو محاربة روسيا، كما أن ما يجري على المقلب الأوكراني الآن يبرز بوضوح أن خطر التطرّف اليميني النازي المتبني للعنف السياسي والقتل كطريق لتحقيق الأهداف أصبح الخطر الأول والأكثر رعباً في العالم، وهذا يصب من جديد في ميزان أحقية روسيا في عمليتها الخاصة في أوكرانيا ومصداقيتها أمام مزاعم أنظمة الغرب الداعمة لكل أشكال التطرف.
بشار محي الدين المحمد