وارسو: اللعبة الكبيرة تتعلّق بنفوذ واشنطن في أوروبا
وارسو – بروكسل – تقارير:
صرّح نائب وزير الخارجية البولندي، أركاديوس موليارتشيك، لراديو بولندا بأن لعبة كبيرة تجري الآن في أوروبا وأن ألمانيا ستواجه عزلة دولية إذا لم توافق على إمداد أوكرانيا بالدبابات.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قد صرّحت، بأن ألمانيا مستعدة للاستجابة بشكل إيجابي لطلبات الدول لتزويد أوكرانيا بالدبابات الألمانية الصنع إن وجدت هذه الطلبات.
ووفقاً لموليارتشيك، أظهر هذا البيان الجديد من برلين أن الضغط من دول وسط وشرق أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية كان له تأثير، حيث قال: “يجب أن يكون مفهوماً أن ألمانيا، إذا لم توافق على إرسال دبابات إلى أوكرانيا، فستجد نفسها في عزلة دولية. وإذا استمرّوا في التمسك بهذا الموقف، فإن موقفهم سيكون ضعيفاً للغاية”.
كذلك أوضح نائب الوزير البولندي، أن “لعبة كبيرة” تجري الآن، “لا تتعلق بالنصر في أوكرانيا فحسب، وإنما بالنفوذ الأمريكي في أوروبا”، حيث تابع إن “الألمان والفرنسيين يفهمون هذا جيداً”.
وكان رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز مورافيتسكي، قال في وقت سابق، في مقابلة مع قناة Polsat: إن بإمكان بولندا نقل دبابات “ليوبارد” إلى أوكرانيا دون انتظار موافقة ألمانيا، وحسب قوله فإن وارسو على استعداد لتشكيل ما سمّاه “تحالفاً صغيراً” من الدول دون مشاركة ألمانيا لتزويد كييف بالدبابات.
وكانت روسيا سبق أن أرسلت مذكرة إلى دول “الناتو” بسبب إمدادات أوكرانيا بالأسلحة، حيث أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً للقوات الروسية، بينما صرحت الخارجية الروسية بأن دول “الناتو” إنما “تلعب بالنار” بتزويد أوكرانيا بالأسلحة. وأشار المتحدث الرسمي للكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن ضخّ أوكرانيا بالأسلحة من الغرب لا يساهم في نجاح المفاوضات الروسية الأوكرانية وسيكون له تأثير سلبي.
في سياق متصل، قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل: إن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في الصراع في أوكرانيا، وستحدّد إلى حدّ كبير “مستقبلنا”.
وقال ميشيل في مقابلة مع صحيفة موندو الإسبانية، اليوم الاثنين: إن “الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة، ستكون حاسمة.. ما سيحدث في عام 2023، والكثير منه يعتمد على الأسابيع المقبلة، هو ما سيحدّد مستقبلنا”.
وأشار إلى ضرورة الاستمرار في تزويد كييف بكل الدعم اللازم.
تأتي هذه التصريحات بعد محاولات فاشلة قام بها وزراء دفاع الدول الأعضاء في الناتو وحلفاء الناتو، في زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا.
وقد صرّح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، بعد الاجتماع الأخير لوزراء دفاع الناتو الذي عُقد في قاعدة “رامشتاين” الأمريكية بألمانيا، بأنهم فشلوا في اتخاذ قرار بشأن إرسال دبابات “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا.