لجنة المربين تطلب تحرير الأسعار.. الشرحات بـ40 ألف والشاورما بـ12.. ومواطنون يكتفون بشراء ظهر الفروج!
دمشق – ريم ربيع
بشكلٍ شبه يومي، أصبحت أسعار منتجات الفروج تسجل ارتفاعاً تلو الآخر لتتقلص مقابلها نسبة المستهكلين تدريجياً، حيث تجاوز سعر كيلو غرام الشرحات 40 ألف ليرة، وكيلو الفروج 20 ألف، وصحن البيض 25 ألف ليرة في الكثير من محال دمشق، بينما سجلت أسعار الوجبات السريعة والسندويش ارتفاعاً موازياً، ليصبح سعر سندويشة الشاورما 12 ألف ليرة، وفروج البروستد 55- 65 ألفاً.
وأمام هذا الارتفاع المتسارع لا تزال مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظات تصدر نشرة الأسعار اليومية -والتي نادراً ما نجد من يلتزم بها- وسط تذمر من المربين المطالبين باعتماد الفواتير فقط كما باقي المنتجات التي قررت الوزارة تحرير أسعارها، حيث دعا عضو لجنة مربي الدواجن والمستثمر في القطاع أنس قصار في تصريح لـ”البعث” لتحرير أسعار الفروج ومنتجاته، مع بقاء مراقبة الحكومة للتكاليف والفواتير الصادرة عن المربي والمستورد، وتحديد أرباح المستوردين مع اعتماد فواتيرهم حتى يحصل المربي على فاتورة حقيقية بكل مدخلات الإنتاج، ويقدم بناءً عليها تكاليف إنتاجه بشكل صريح وواضح.
واعتبر قصار أن الضامن الوحيد اليوم هو تحرير كافة القطاعات لجذب الاستثمارات فيها، فقيود المركزي أثبتت فشلها وانعكست على مدخلات الإنتاج والمربي والمواطن، فضلاً عن عدم القدرة على الحفاظ على سعر الصرف، مبيناً أن إعادة تنشيط القطاع يتطلب اقتصاد حر واستثمارات وثقة حتى يعود المربون للعمل ويزيد الإنتاج والمنافسة في السوق، فالتسعيرة الرسمية التي تصدر اليوم ورغم أنها ليست ظالمة كما في السابق، إلا أنها لا تضمن ربحاً للمربي ليستمر بعمله، وإن كان القطاع الخاص متهم بالكذب فلماذا نجد مؤسسة الدواجن الحكومية تشكو من نفس أوجاعه بصعوبات وتكاليف الإنتاج.
وأكد قصار أن حجم التربية والإنتاج ضعيف جداً ويستحيل أن يوازي حجم الاستهلاك في الحالة الطبيعية، إلا أن ضعف القدرة الشرائية للمواطنين قلص الطلب، فالاستهلاك اليوم يقتصر على رواد المطاعم والوجبات السريعة، بينما لحظنا اتجاه قسم كبير من المواطنين لشراء “الظهر” بعد تقسيم الفروج لإضافة شيء من الدسم للطبخ، ولو كان دخل المواطن أكبر سيعاني السوق من شح كبير في المنتجات ولن نجد صحن بيض واحد بالأسواق، موضحاً أن قطاع الدواجن كان يشمل بشكل مباشر وغير مباشر 20% من القوى العاملة، فيما لا يتجاوز اليوم 1%، ولم يبقَ من المربين أكثر من 10%.
وفيما يخشى البعض من انعكاس تحرير الأسعار بالفائدة على الحلقات الوسيطة فقط وهي التي “تأكل البيضة والتقشيرة” اليوم، رأى قصار أنه بزيادة التربية والعرض فلن يبق دور كبير للحلقة الوسيطة، مقترحاً أن تضع الحكومة سعراً موازياً وليس ملزماً للمنتجات، مع متابعة تنظيم الفواتير وتصحيح النظام الضريبي، وتطبيق الربط الالكتروني –رغم صعوبته بالبداية- في جميع القطاعات بلا استثناء، علماً أنه لم يطبق بعد على منشآت الدواجن.
وعن أسعار الأعلاف فقد وصل سعر الكيلو غرام من الصويا لـ9000 ليرة، وكيلو الذرة البلدية 2000-2700 ليرة، مع التخوف من العودة للاستيراد الشهر المقبل بعد انتهاء الكميات المنتجة محلياً، ليزيد سعر الكيلو بذلك ألف ليرة تقريباً، فيما تبلغ تكلفة الكيلو غرام من الفروج الحي 15 ألف ليرة، وتكلفة صحن البيض 22 ألف ليرة وسطياً.
وفي هذا السياق أوضح عضو لجنة مربي الدواجن أن منصة التمويل تحرم المنتجين من استيراد الأعلاف، فطن الصويا ببيروت اليوم أقل من سعره المحلي بـ800 ألف ليرة، ولكن لا يستطيع المربي استيراده، مشدداً أن الأعلاف يجب أن تكون خارج المنصة لتيسير تأمينها.