الغرب بدأ يشعر بعدم جدوى دعم كييف
تقرير إخباري:
ربما طفا على السطح الآن، وبعد نحو عام من الدعم العسكري والمالي المباشر للنظام في كييف من الغرب، شعورٌ واضح بأن جميع المساعدات التي تقدّمها الدول الغربية إلى أوكرانيا لم تحقّق الغاية المرجوّة منها وهي إضعاف روسيا، بل على العكس بدأ الغرب الجماعي يشعر أن أوكرانيا تحوّلت إلى ثقب أسود يستنزف اقتصادات هذه البلدان بالتوازي مع النتائج الكارثية للعقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو، ومن هنا بدأت تتعالى الأصوات الداعية إلى الحدّ من الدعم المفتوح المقدّم إلى النظام في كييف، وخاصة بعد انتشار أخبار فضائح الفساد داخل النظام الأوكراني، وخروج تسعين في المئة تقريباً من المساعدات المرسلة إلى كييف عن وجهتها الحقيقية، فضلاً عن ظهور كثير من الأسلحة في أماكن أخرى من العالم، وخاصة بيد الجماعات الإرهابية في إفريقيا، الأمر الذي دفع هؤلاء إلى مطالبة النظام الأوكراني بدفع فاتورة الدعم المقدّم إليه.
فقد دعا مرشح الكونغرس السابق عن فلوريدا تشاك كاليستو الإدارة الأميركية إلى إرسال فواتير لرئيس النظام الأوكراني، بدلاً من مواصلة تزويده بالأسلحة وإرسال دبابات جديدة إليه.
حديث كاليستو جاء ردّاً على السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي دعا في وقت سابق إدارة جو بايدن إلى تزويد كييف بمركبات عسكرية.
وكتب كاليستو في تغريدة على “تويتر”: “حثّ غراهام الولايات المتحدة للتو على إرسال دبابات إلى فلاديمير زيلينسكي بعد رحلته إلى أوكرانيا، والشيء الوحيد الذي نحتاج إرساله إليه هو الفاتورة”.
ومن باريس، انتقد زعيم حركة “باتريوتس” الفرنسية فلوريان فيليبو قرار باريس إرسال أكثر من 100 مليون يورو لأوكرانيا، في وقت تواجه فيه فرنسا صعوباتٍ مالية.
وهذا إنما يشير بشكل واضح إلى أن الوضع الاقتصادي للبلاد بدأ يشكّل حالة ضاغطة على الوضع السياسي العام في البلاد، وخاصة بعد خروج مظاهراتٍ عديدة في المدن الفرنسية للمطالبة بتحسين الأجور وإيقاف الدعم غير المحدود للنظام الأوكراني، ورفع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، حيث وصف السياسي الفرنسي قرارات بروكسل في قطاع الطاقة والإجراءات التقييدية التي تستهدف موسكو بأنها “مجنونة وغبية”.
وأيّاً يكن من أصوات هنا وهناك منادية بإيقاف الدعم المالي والعسكري لكييف، فإن هذا الأمر لم يكن ليجد صدى له لولا التقدّم الواضح لروسيا على الأرض، والنتائج الكارثية التي خلّفتها مثل هذه السياسات على اقتصادات الدول الغربية بشكل عام، حيث تحوّلت هذه المساعدات إلى ما يشبه العبثية بعد التأكد من عدم جدواها على الأرض، فضلاً عن أنها تحوّلت إلى مطارح للفساد بين الجهات المرسلة والجهة المستقبلة، بعد أن تسرّبت أنباء عن حسابات خاصة في أوروبا افتتحت لتغطية حجم الفساد الناشئ عن الدعم الغربي لأوكرانيا.
طلال ياسر الزعبي