مدفيديف: على بايدن وشولتس وقف عقارب الساعة النووية
موسكو – تقارير:
يبدو أن الغرب الجماعي مصرّ على تصعيد الوضع في العالم، مدفوعاً برئيس مختلّ عقلياً يسكن البيت الأبيض، وقادة منزوعي الإرادة يجلسون في العواصم الأوروبية ولا يدركون المخاطر الحقيقية التي تقف خلف استفزازاتهم المتواصلة لروسيا، ونيّتهم المعلنة هزيمة هذا البلد وتدميره.
هذه الرغبة الغربية الواضحة جعلت موسكو تقتنع أن السلام بعيد التحقق، وأن عليها أن تستعدّ لأسوأ الاحتمالات، فالثقة باتت معدومة بين موسكو والغرب الذي يروّج بشكل سخيف وغبي فكرة أن استمرار الحرب في أوكرانيا هو الطريق الوحيد للسلام، وهذا بالضبط ما دفع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف إلى دعوة قادة الولايات المتحدة وألمانيا إلى اللجوء للحكمة ووقف دقات عقارب الساعات النووية.
ونقلت نوفوستي عن مدفيديف قوله رداً على سؤال عن خطوات إعادة الساعة النووية إلى الوراء: “دعوا صانعي الساعات جو بايدن وأولاف شولتس يوقفان دقات الساعة الذرية لفترة من الوقت، وللقيام بذلك عليهما أن يفهما أن سهمهما الأوكراني قد صدئ منذ فترة طويلة”.
وكان مدفيديف أكّد في تصريحات أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أصبحت إجراء قسرياً وردّاً على التحضير للعدوان من الولايات المتحدة وأتباعها، وحذّر من أن العالم أصبح يقترب من خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة.
في سياق متصل، أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن تسليم الولايات المتحدة دبابات لنظام كييف سيصبح “استفزازاً صارخاً آخر” ضد روسيا، محذراً من أن الجيش الروسي سيدمّر هذه المعدات.
ونقلت سبوتنيك عن أنطونوف قوله في بيان نُشر على موقع تليغرام: “إذا قرّرت الولايات المتحدة تزويد كييف بالدبابات فسيكون من المستحيل تبرير مثل هذه الخطوة باستخدام الحجج حول الأسلحة الدفاعية، وسيكون هذا استفزازاً صارخاً آخر ضد الاتحاد الروسي”، موضحاً أنه إذا تم اتخاذ قرار بنقل دبابات أبرامز إلى كييف فسيتم تدمير الدبابات الأمريكية بلا شك، مع تدمير جميع العينات الأخرى من المعدات العسكرية للناتو.
وأضاف أنطونوف: “لا ينبغي لأحد أن تكون لديه أوهام حول من هو المعتدي الحقيقي في الصراع الحالي”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحاول عمداً إلحاق الهزيمة الاستراتيجية بروسيا، وتعطي الضوء الأخضر لاستخدام مساعداتها العسكرية في الهجمات على شبه جزيرة القرم.
ولفت أنطونوف إلى أن عدداً متزايداً من المسؤولين والخبراء في أمريكا يعترفون بأن الأمر كله يتعلق بالحرب بالوكالة الأمريكية ضد بلدنا.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أمس أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعلن عن تسليم نحو 50 دبابة أبرامز إلى أوكرانيا اليوم.
من جهة ثانية، أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن التعاون مع دول البلطيق بات مستحيلاً، بسبب فقدانها سيادتها وقرارها المستقل.
ونقل موقع روسيا اليوم عن فولودين قوله على موقع تليغرام: “إن زعماء دول البلطيق يقولون منذ 30 عاماً إنهم يبنون دولاً ذات قرارات مستقلة، ولكن في واقع الأمر يتم اتخاذ جميع القرارات في واشنطن وبروكسل”.
وأشار فولودين إلى أن قرار خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إستونيا ولاتفيا كان يجب أن يُتخذ منذ فترة طويلة، مضيفاً: “إن العداء لروسيا يزدهر في هذه الدول بدل التركيز على أدائها الاقتصادي الذي هو الأسوأ في الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح فولودين أن دول البلطيق تتحدّث عن حقوق الإنسان، بينما يتم انتهاك هذه الحقوق على أراضيها أكثر من أي مكان آخر، حيث يمنعون الأقليات القومية من التحدّث بلغتها الأصلية، كما أن الصحفيين المستقلين ونشطاء حقوق الإنسان يتعرّضون للاضطهاد.
وفي المواقف الدولية، أكد رئيس حزب الحرية والديمقراطية المباشرة عضو مجلس النواب التشيكي توميو أوكامورا أن تفاقم الصراع في أوكرانيا يخدم مصلحة الولايات المتحدة فقط، مشيراً إلى أن واشنطن تعمل ليس فقط على استنزاف مقدّرات روسيا، وإنما أوروبا أيضاً.
وأشار أوكامورا في حديث لموقع أوراق برلمانية التشيكي إلى أن استمرار تفاقم الوضع في أوكرانيا يزيد من تبعية أوروبا للاقتصاد الأمريكي.
وحذر أوكامورا من إرسال تشيكيا أي قوات لها أو أسلحة إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن ذلك يعني توريطها في حرب لا علاقة لها بها.