قنابل الحقيقة على زيلنسكي
هيفاء علي
يجازف مستشار زيلينسكي السابق، أليكسي أريستوفيتش، بحياته نتيجة إخباره الأوكرانيين بالحقيقة الصعبة التي يحتاجون إلى سماعها، فقد صرح أنه من غير المرجح أن تتفوق كييف على روسيا.
هذا الاعتراف جعله يتعرض لضغط كثيف دفعه الى الاستقالة بعد اعترافه بذنب كييف في مأساة تحطم الطائرة الأوكرانية التي كان على متنها وزير الداخلية دينيس موناستيرسكي وفريقه، في وقت سابق من هذا الشهر. وها هو يخاطر بحياته ليخبر الأوكرانيين بالحقيقة حول حرب وكيل الناتو ضد روسيا، مشيراً إلى إنه من غير المرجح أن ينتصر فريقه في هذا الصراع، لأن نظام كييف فوت بالفعل العديد من الفرص العسكرية والسياسية التي انتهى بها الأمر لروسيا ما جعلها تتفوق في بعض النواحي. مع أخذ ذلك في الاعتبار، أعطى أريستوفيتش مصداقية لتحذير الرئيس البولندي أندريه دودا من أن أوكرانيا قد لا تنجو من العملية الروسية الخاصة في النهاية.
و وفقاً للمستشار السابق، تشير هذه الملاحظة الاستفزازية إلى أن زيلينسكي وأمثاله يخفون الحقيقة الصعبة عن الشعب الأوكراني، إنه يكسر كل محرمات البلاد وبالتالي يعرض حياته لخطر داهم.ورغم ذلك، مضى إلى أبعد من ذلك من خلال الإشارة إلى أن فريق رئيسه السابق مليء بالصراعات الداخلية قائلاً: “نحن لا نقهر إلا طالما أننا لسنا في حلق بعضنا البعض”.
لطالما كان لدى أريستوفيتش خط مستقل، حتى خلال فترة ولايته السابقة كرئيس للدعاية الأوكرانية بحكم الأمر الواقع، لكنه الآن أصبح “شريراً” تماماً في سياق ما يسمى بـ “الصواب السياسي” لبلاده. رغم ذلك، لم يعد يهتم بإخفاء الحقيقة، لكنه يكشف عما يفضل رئيسه السابق إخفاءه بوضوح، وهو أنه من غير المرجح أن يهزم نظام كييف روسيا.
إن الكشف الضمني لـ أريسوفيتش عن وجود صراع داخلي خطير داخل الحكومة الأوكرانية، والتلميح إلى أن وزير الداخلية ربما يكون قد قُتل نتيجة لهذا الصراع، هو ما تجاوز بالفعل الخط الاحمر. إن تكرار ما قاله المسؤولون الأمريكيون والبولنديون غير صحيح سياسياً على الرغم من أن ذلك قد يكون شيئاً واحداً، لكن هناك شيء آخر تماماً للإشارة إلى أن الاقتتال الداخلي في أوكرانيا ليس مميتاً لمن وقعوا في تبادل إطلاق النار الناتج، ولكنه مسؤول أيضاً عن خسارة كييف المحتملة في حرب الناتو بالوكالة ضد روسيا. هذا ولم يجرؤ أي مسؤول أوكراني حتى الآن، سواء كان سابقاً أو في الخدمة، على مشاركة هذه الحقائق الصعبة.
بكل الاحوال سوف سيدفع ثمن بوحه بالحقيقة باهظاً، اذ يمكن أن يتم اغتيال أريستوفيتش قريباً من قبل وحدة المخابرات المركزية ما لم يهرب أولاً. ومن ثم هناك احتمال أن تدعمه بعض عناصر المخابرات العسكرية الأوكرانية القوية، في هذا السيناريو، يمكن أن يجد نفسه تحت حمايتهم، وبالتالي يُسمح له بالاستمرار في إلقاء قنابل الحقيقة على زيلنسكي، والغرض من ذلك هو توليد مشاعر مناهضة للحكومة قبل تغيير النظام، سواء قبل انتخابات الربيع المقبل لعام 2024 أو عن طريق اندلاع ثورة ملونة أو حتى نوع من الانقلاب.