تشبيك غير مفهوم..!
علي بلال قاسم
قد يكون من السذاجة بمكان التعامل مع الظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطن بتراخ مصحوب بالتعامي عن الحقائق التي تشهد عليها فصول الضغوط التي تتعرض لها الأحوال المعيشية والقطاعات الإنتاجية والخدمية المترافقة مع مناخات حياتية مؤرقة وخانقة تظهر فصولها في الضربات القاضية التي يتعرض لها المواطن ومعه جموع الشركات والمؤسسات العامة وكل ماله علاقة بعالم الأعمال و”البزنس”، حتى بلغت الخسائر حداً أثّر في القدرات الاقتصادية للبلد، هذا عدا عن الأضرار وصفحات الدمار المتتالية.
وكلنا يعرف أن السياسة العامة المتبعة تجاه الملفات والأجندات الاقتصادية لم تك بتلك الموضوعية المأمولة التي تخدم الواقع أكثر من أذيته، بل يسيطر التعتيم على ذهنية الإدارات الحكومية التي طالما أشاعت مفهوم عدم نشر الغسيل الوسخ ضماناً وأماناً في تشبيك غير مفهوم بين الأداء الإداري والإنتاجي وصورة القطاع العام وحتى الخاص أمام الرأي العام المحلي والخارجي، ومحاولة تجنب الشماتة من الأطراف التي تضمر وتعلن العداوة لمقدراتنا كما يصر الخبثاء على النعت والتوصيف تهكماً لعقلية موروثة تتّهم كل من يشير بالنقد البناء إلى مواضع الخلل والفساد وسوء استخدام المنصب الحكومي.
اليوم، دعونا نتفق جدلاً على أن في الأزمات إيجابية ما، ولو أن الكثيرين لن يتفقوا معنا على هذه الفكرة التي نؤكد جدليتها. وبناء على ذلك، فإن خيط الإيجاب هذا يتعلق بصفعة مؤلمة توقظ المجتمع الاقتصادي من خدر الخطأ والخطيئة، وتنشد التغيير المتجدد الذي يلغي أزمان التخفي خلف الإصبع، إلا أن الإرهاب المدمر لم يترك فرصة لمتابعة مسير إصلاح ذات البين، كما بدا من جانب اصحاب الفكر المتنور في البلد.
في المقلب الآخر ثمة بطولة من النوع الخارق تبدو جلية في القدرة المجتمعية السورية على الصمود والمواجهة أمام كل هذا السيل لهائل من الضغوط والحصار والعقوبات الكفيلة بإنهاء كبريات الاقتصاديات العالمية، إلا أن الوصفة السرية التي تمتلكها “أصغر دولة كبرى”، كما يسميها البعض، قلبت الموازين، بنوع من الصمود الذي يمن المواطن نفسه الآن أن تصاب الأحوال المعيشية والاقتصادية بالعدوى في مقاومة مخرز الظروف الداخلية والخارجية.. نعم ثمة اعتراف بالمزايا التفضيلية الوطنية مع عدم تجاهل الإشارة بالبنان إلى مواضع الخلل والتنبه إلى حقيقة التأثر والتأثير في الظروف والأحداث القريبة والبعيدة، لأننا جزء من العالم الأرضي والافتراضي، ولكن في الوقت نفسه من الضروري تأكيد الخصوصية المرتبطة بسرعة التكيف ومعايشة التطورات المحلية والإقليمية والدولية بإرادة سورية بحتة لا يمتلكها من يدعي الغنى و”العظمة”.