عروض تشكيلية جديدة هذا الأسبوع
أكسم طلاع
بدأت تباشير العام التشكيلي الجديد مع نهاية هذا الشهر على غير العادة، فقد كانت تنطلق الفعاليات التشكيلية في موسمها المحدد في نهاية فصل الخريف وتمتد حتى أول فصل الصيف، وقد كان حافلاً نهاية العام الماضي بالعديد من المعارض المهمة إلا أنها لم تسجل العلامة الفارقة في حضورها التشكيلي وربما كان العدد الكبير من المعارض العادية والمتواضعة جعلت الأمر مختلطاً ومشوشاً للمشهد عموماً.. لكن القادم والمبشر في بداية هذا العام مع حلول شهر شباط ما تحضره بعض الصالات الخاصة من معارض تحقق حالة من التنافسية وتدفع نحو التميز وتقديم القيمة والنوع على حساب الكم وسنشهد قريباً معارض قادمة مهمة حيث افتتح أمس في صالة جورج كامل معرض اللوحة الواحدة للفنان التشكيلي غسان نعنع ويتبعه معرض في الأول من شهر شباط في صالة زوايا للفنان صالح الخضر القادم من محافظة طرطوس الذي يتابع ما بدأه من تجربة تبحث عن خصوصيتها التي بدأت معالمها من المعرض الفردي للفنان الذي أقيم منذ سنوات في صالة فاتح المدرس حيث تعرفنا على لوحة تحمل خصوصية هذه العوالم الجديدة لفنان لا يجد أبداً من التعبير بأدوات مختلفة وغير تقليدية في فن التصوير حيث استخدام قطع القماش والتأثيرات الغرافيكية ورصف اللوحة بمجموعة من الكولاجات المتراصفة بحس لا يخلو من العمارة الدافئة التي تتوفر في المدينة التي جاء منها الفنان “طرطوس” ولا يخلو الأمر من تأثير أعمال الفنان غسان جديد على تجربة صالح الخضر في هذا الجانب الروحاني، إلا أن صالح يحاول أن يصل إلى طرح أكثر معاصرة مستلهما من أعمال الفنانين الاسباني “تابييس” 1923- 2012 والفنان الإيطالي “ألبيرتو بوري” 1915 – 1995 ولا يخلو الأمر من الثأر ببعض النزعات التجريدية والتعبيرية العربية التي اقتفت التجربة الغربية ولم تحافظ على روحيتها الشرقية فكانت مبتورة أو مقتلعة عن محيطها الإبداعي لتسقط في خانة التابعية والتغريب ولم تكن إلا زرعاً في أرض بور، ربما يستطيع صالح الخضر الاستفادة من تلك التجارب إن استطاع أن يتجاوز ما قدمه أقرانه على صعيد الفكرة ومادة التعبير وفضاء العرض الذي تفتقر له معظم دور العرض والمحترفات العربية.
من جهة ثانية في صالة كامل حيث تعرض لوحة الفنان غسان نعنع المميز بتجربته الطويلة التي أغنت التشكيل السوري ومجموعة من أقرانه مثل: ادوار شهدا وعبد الله مراد ونزار صابور ويوسف عبد لكي.. هذا الجيل الأكثر أمانة للوحة التي تحمل خصوصيتها التعبيرية وتنفرد كل تجربة بميزات إبداعية وتقنية تختلف في الأسلوب والصياغة والموضوع.
تبلغ مساحة اللوحة أكثر من 18 متر مربع وتنقسم إلى 6 قطع مجتمعة في كادر واحد كما تعالج فكرة إنسانية واجتماعية تمثل حالة من القداسة والصوفية.. ولا تبتعد عن جوهر الأعمال المعروفة لغسان بحرفيته في رسم الصور وأمكنة الصلاة والعبادة المفتوحة على الفسيح من التصوف والطهارة.. وتحسب لكاليري كامل هذا الخطوة الرائدة في عرض أعمال بمثل هذه المساحة الكبيرة والتي تحتاج إلى متحف أو مكان واسع لاستضافة أو اقتناء هذا العمل.