شهيد فلسطيني برصاص الاحتلال في الخليل.. وأريحا تحت الحصار
الأرض المحتلة – تقارير:
تتزايد حدّة الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويعيش الشعب الفلسطيني أوضاعاً مأسوية، ومع كل فجر يومٍ جديد يُنكب العديد من العوائل الفلسطينية إما باستشهاد أحد أبنائها وإما بأسره على يد قوات الاحتلال، أو بتدمير منازلها وتشريدها في العراء، بالإضافة إلى ذلك ازداد الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون بحق الفلسطينيين بعد دعوة جيش الاحتلال المستوطنين إلى حمل السلاح.
وتجري كل هذه الاعتداءات الإرهابية من جانب قوات الاحتلال في ظلّ صمتٍ مريب من جانب المجتمع الدولي، ودعمٍ أمريكي غير محدود لكيان الاحتلال لارتكاب جرائمه وإجراء مناوراتٍ عسكرية مشتركة بين الجانبين في رسالة تهديد واضحة حول استعدادهم للعدوان بشكل أكبر على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.
وفي التفاصيل، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها جنوب الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الرصاص فجر الاثنين باتجاه سيارة الشاب الفلسطيني نسيم أبو فودة 26 عاماً، ما أدّى إلى إصابته برصاصة في الرأس استُشهد على أثرها.
وباستشهاد أبو فودة يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام إلى 36 شهيداً.
وقبل استشهاد أبو فودة، كانت أعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية أن 35 فلسطينياً، بينهم 8 أطفال استُشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية خلال الشهر الجاري.
وقالت وزارة الصحة في بيان: “إن هذا الشهر هو الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ عام 2015، حيث ارتقى خلاله حتى اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين 35 شهيداً بينهم 8 أطفال، إضافة إلى سيّدة مسنّة”.
وأوضحت أن مدينة جنين سجّلت العدد الأكبر من الشهداء منذ بداية العام بواقع 20 شهيداً، مبيّنةً أن الإصابات التي سُجّلت على أجساد الشهداء أظهرت أن إطلاق النار كان يتركز في الأجزاء العلوية منها، وأغلبها في الرأس.
جاء ذلك في وقتٍ اعتقلت فيه قوات الاحتلال طفلاً وشاباً في مدينة القدس المحتلة، بعد أن اقتحمت بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى ومخيم شعفاط شرق القدس، كما اعتقلت فتىً أثناء مروره على أحد حواجزها العسكرية قرب مدخل أريحا الجنوبي.
في سياقٍ متصل، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد الفتى وديع أبو رموز الذي استُشهد قبل ثلاثة أيام متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، وأزالت صوره وخيمة العزاء.
في الأثناء، تواصل سلطات الاحتلال حصار مدينة أريحا لليوم الثالث على التوالي، وتنتشر قوات الاحتلال بكثافة على مداخل أريحا وعلى الطرق الالتفافية، وتُجري عمليات تفتيش للمركبات الخارجة من المدينة وتُدقق في بطاقات ركابها.
وفي سياق عمليات الهدم والتهجير الممنهج، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منشأة تجارية، وجرّفت أرضاً في مدينة القدس المحتلة، بعد أن اقتحمت بلدة جبل المكبّر جنوب شرق المدينة بعددٍ من الجرافات.
كذلك اقتحمت بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وهدمت سوراً استنادياً، بينما داهمت حي بلال في البلدة، وسلّمت الفلسطينيين إخطاراتٍ بهدم عدة منازل هناك.
من جهتهم، استولى مستوطنون إسرائيليون على مساحاتٍ من أراضي بلدة تقوع جنوب شرق مدينة بيت لحم.
وأوضح رئيس بلدية تقوع تيسير أبو مفرح، أن مستوطنين اقتحموا البلدة بعددٍ من الجرافات وجرّفوا مساحاتٍ من الأراضي، وبدؤوا بشق طريق استيطاني يهدّد بالاستيلاء على مئات الدونمات، لتوسيع بؤرة استيطانية مقامة على أراضي البلدة.
ولفت أبو مفرح، إلى أن أهالي القرية حاولوا التصدي للمستوطنين ومنعهم من شقّ الطريق، إلا أن المستوطنين أطلقوا النار تجاههم، وحاولوا دهسهم بالجرافة.
سياسياً، جدّدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي بموقفٍ حازم وعملي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين وإدراج عصابات المستوطنين على قوائم الإرهاب.
وأوضحت الخارجية في بيان، أن قوات الاحتلال توفر الحماية للمستوطنين ليرتكبوا أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين وأرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم، محذرةً من أن هذه الجرائم في تصاعد مستمر.
ووصفت الخارجية، اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين بالعقوبات الجماعية العنصرية، مبيّنةً أنها تواصل العمل على الصعيد الدولي ومع الأمم المتحدة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وحشد أوسع ضغط على الاحتلال لوقف اعتداءاته.