منطقة منزوعة السلاح.. خدعة أمريكية
تقرير إخباري:
هذا ما أكده نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، الذي وصف اقتراح الخبراء الأمريكيين إعلان منطقة منزوعة السلاح في أوكرانيا، بالخدعة التي لن تنطلي على موسكو مجدّداً.
فما هي هذه المنطقة التي يتحدّث عنها الأمريكيون؟ وما الذي يريدونه منها؟ ولماذا تبحث واشنطن عنها بالذات؟ وما الذي يخيفها من استمرار تقدّم الجيش الروسي داخل أوكرانيا؟.
لقد أدرك الغرب الجماعي مؤخراً أن العملية الروسية مستمرّة حتى تحقيق أهدافها كاملة، وبالتالي فإن استمرار هذه العملية مع التقدّم الميداني داخل أوكرانيا باتجاه العمق، أثار الخوف داخل حلف شمال الأطلسي “ناتو” ومن يمثّله بالدرجة الأولى وهو واشنطن، من أن ذلك سيكشف ما خبّأه الحلف داخل أوكرانيا من مخالفات، وربّما من فضائح لا يودّ الغرب أن يطّلع العالم عليها، من قبيل المختبرات البيولوجية الأمريكية المنتشرة في أراضي أوكرانيا، بما يعني ذلك من افتضاح مباشر للدور الأمريكي في نشر الجراثيم المسبّبة للأمراض الخطيرة حول العالم، وتحويل أوكرانيا إلى فأر تجارب للأسلحة الجرثومية الأمريكية والأسلحة الغربية عموماً، وغير ذلك من الوثائق التي تتعلّق بالأنشطة الأمريكية المخالفة للقانون والمحظورة دولياً، فضلاً عن نشاط التنظيمات الإرهابية والمرتزقة التي ساهمت الاستخبارات الأمريكية في نشرها على أراضي أوكرانيا خلال السنوات الماضية، ودور الشركات الأمريكية في تمويل كل ذلك.
ومن هنا يستطيع المرء تفسير السبب الحقيقي الكامن وراء الدعوة المحمومة في الغرب حالياً لتزويد النظام الأوكراني بالمزيد من الأسلحة المتطوّرة ظنّاً منه أنه يستطيع من خلال ذلك كبح جماح التقدّم الروسي، أو وقف العملية العسكرية الروسية الخاصة.
جباروف أكد أنه في تلك المنطقة ستنشط كل مجموعات التخريب والاستطلاع في أوكرانيا والإرهابيون الذين استقدمهم الغرب من جميع أنحاء العالم ووضعهم هناك، في محاولة لصناعة أفغانستان جديدة على حدود روسيا الغربية، ومن يضمن أن تكون هذه المنطقة منزوعة السلاح بالفعل، إذا لم تكن الغاية من كل ذلك إبقاء سائر الأرض الأوكرانية بؤرة توتر دائمة تقضّ مضاجع موسكو.
لذلك فإن الغاية الرئيسة التي يبحث عنها الغرب حالياً هي وقف تقدّم القوات الروسية بأيّ ثمن، ما يعني أن هذا المقترح الذي هو صناعة أمريكية يرمي إلى تغطية شيء ما ربما أفصح عنه الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ بقوله: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يغيّر الهدف النهائي من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مبدياً خشيته الظاهرة من أن موسكو باستمرارها في التقدّم تستعدّ للحرب وليس للسلام، وكأن توريد الأسلحة الغربية إلى كييف لاستهداف المدنيين في الأقاليم الروسية يشير إلى انحياز نحو السلام حسب ادّعاء الغرب.
وأضاف: إن “روسيا تحشد أكثر من 200 ألف جندي وربما أكثر”.
وقال: “يستقدمون أسلحة جديدة، والمزيد من الذخيرة، ويزيدون إنتاجهم منها، وكذلك يشترون أسلحة من دول استبدادية مثل إيران وكوريا الديمقراطية”، حسب زعمه، وذلك كله في محاولة بائسة لإضفاء نوع من الشرعية على تصرّفات الغرب فيما يخصّ إصراره على إطالة أمد الحرب لمنع روسيا من الانتصار النهائي.
وبالمحصلة، هناك أشياء كثيرة سوف يتم فضحها إذا ما تمكّنت روسيا من الانتصار النهائي على الغرب في أوكرانيا، منها ما تم الحديث عنه سابقاً، ومنها، وهو الأهم من كل ذلك، أن هزيمة الغرب في أوكرانيا ستعني فيما تعني بداية انهيار دراماتيكي لحلف شمال الأطلسي “ناتو” وهو ذراع الغرب العسكرية، وبالتالي بداية تشكّل نظام عالمي جديد على أنقاض العالم الغربي المنهار.
طلال ياسر الزعبي