الاحتلال يعتقل 7 فلسطينيين في الضفة.. ويحاصر أريحا لليوم الخامس
الأرض المحتلة – تقارير:
في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار عسكري على مدينة أريحا، تستمر قواتها في ارتكاب الاعتداءات والانتهاكات بحق الفلسطينيين في مدنٍ أُخرى في الضفة الغربية المحتلّة، وتتصدّر الاقتحامات والاعتقالات المشهد المأساوي اليومي للشعب الفلسطيني، بينما تأتي إعمال التهجير والهدم لمنازلهم لتزيد أوجاعهم وآلامهم.
كذلك تشهد سجون ومعتقلات الاحتلال اعتداءاتٍ متواصلة وتضييقٍ كبير على الأسرى لإخضاعهم وكسر إرادتهم، ورداً على ذلك وعلى الإجراءات التعسفية بحق الأسيرات وأسرى “النقب”، و”عوفر”، و”مجدو”، يواصل الأسرى خطواتٍ احتجاجية لليوم الثاني على التوالي.
وفي التفاصيل، أشارت وسائل إعلام فلسطينية، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت تشديد إجراءاتها العسكرية على مداخل مدينة أريحا الرئيسية والفرعية، بحواجزٍ أقامتها منذ السبت الماضي، وتقوم بإيقاف مركبات الفلسطينيين وتفتيشها والتدقيق ببطاقاتهم الشخصية، ما تسبب بإعاقة حركتهم.
وكانت قوات الاحتلال، قد أطلقت قنابل مضيئة ليلة أمس في أجواء المنطقة الجنوبية من مخيم عقبة جبر، جنوب المدينة، في حين أغلق شبان فلسطينيون مداخل المخيم تحسباً لاقتحام محتمل من قبل قوات الاحتلال.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات العيسوية وجبل المكبر في القدس وبرقين في جنين وقرية فقوعة شرقها والعوجا في أريحا، واعتقلت 7 فلسطينيين.
من جانبهم، يواصل الفلسطينيون في قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، تنفيذ اعتصام مفتوح لليوم الثاني على التوالي، تحسباً لمحاولة سلطات الاحتلال هدم القرية وتهجير أهلها.
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان: “إن الجماهير التي تتواجد بالخان الأحمر تحمل رسالة واحدة بأن شعبنا الفلسطيني لن يسمح بمرور هذا القرار، ولن يسمح للاحتلال بتنفيذ مخططاته الاستيطانية”.
جاء ذلك في وقتٍ قالت فيه هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في الضفة: إن سلطات الاحتلال والمستوطنين نفذوا أكثر من 700 اعتداء خلال شهر كانون الثاني الماضي.
وبينت الهيئة: أن هذه الانتهاكات تراوحت بين اعتداءٍ مباشر على الفلسطينيين، وتخريب وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، وإغلاقات، وحواجز، وإصابات جسدية.
وفي سياقٍ متّصل، هدمت قوات الاحتلال منزلين في بلدتي الولجة وبيت جالا في بيت لحم، ومنشأتين في بلدتي دير بلوط في سلفيت وصور باهر بالقدس المحتلة.
وأوضح رئيس مجلس بلدة الولجة خضر أبو التين، أن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت منطقة عين حويزية شمال شرق البلدة بعددٍ من الجرافات وهدمت منزلاً، مشيراً إلى أن المنطقة تتعرّض منذ سنواتٍ لهجمةٍ استيطانية شرسة، تتمثل بهدم العديد من المنازل وإخطار أخرى بالهدم بهدف تفريغها من أصحابها.
وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة كريمزان في بلدة بيت جالا وبلدة دير بلوط في سلفيت وحي وادي الحمص في بلدة صور باهر بالقدس، وهدمت منزلاً قيد الإنشاء ومنشأتين إحداهما زراعية والثانية تجارية.
وفي سياق الهجوم المتعمد على المقدسات، أشارت الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المسجد الأقصى المبارك 23 مرة، ومنعت رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 44 وقتاً، خلال شهر كانون الثاني الماضي.
وأضافت الأوقاف: إلى أنه في إطار حملة التحريض على المسجد الأقصى، بحثت سلطات الاحتلال مخططاً جديداً عرضته ما تسمى “جماعات الهيكل” المزعوم، طالبت فيه وزير ما يسمى “الأمن القومي الإسرائيلي”، إيتمار بن غفير، بفتح جميع بوابات المسجد الأقصى أمام المستوطنين، وتمديد ساعات الاقتحام إلى ساعات المساء، والسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى بشكل فردي، ودخول جميع أروقته، فيما طالبت ما تسمى منظمات “المعبد” شرطة الاحتلال بالسماح لها بذبح “قربان الفصح” في الأقصى.
من جانبهم، اقتحم عشرات المستوطنين وعناصر من مخابرات الاحتلال، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وتجولوا في باحاته بحمايةٍ مشدّدةٍ من قوات الاحتلال.
إلى ذلك، يواصل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، خطواتهم الاحتجاجية، رداً على الإجراءات التعسفية بحق الأسيرات وأسرى “النقب”، و”عوفر”، و”مجدو”.
وسادت أمس حالة من التوتر في كافة سجون الاحتلال، بعد الاعتداء بالضرب على عددٍ من الأسيرات في سجن “الدامون”، ورشهن بالغاز المسيل للدموع، وغاز الفلفل، إضافةً للتنكيل بالأسرى في عدة سجون، واستمرار عزل عدد منهم.
يُذكر أن سّجون الاحتلال تشهد منذ أيام حالة من التوتر الشديد، بعد عمليات اقتحام نفّذتها قوات القمع، بحقّ عدّة أقسام في سجون (عوفر، والنقب، ومجدو، والدامون)، رافقها عمليات اعتداءٍ واسعة بحقّ الأسرى، وعزل العشرات منهم بشكل جماعي، والاستيلاء على مقتنياتهم.
وفي سياقٍ متصل، أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في تقرير لها، أنّ سلطات الاحتلال، أصدرت 260 أمر اعتقال إداري بحق عددٍ من الأسرى، خلال شهر كانون الثاني الماضي.
وأشارت الهيئة، أن من بين الأوامر الصادرة، 103 أوامر إدارية جديدة، و157 أمر تجديد، لفترات تتراوح ما بين شهرين إلى ستة أشهر.
ويعتقل الاحتلال داخل سجونه حالياً ما يقارب 860 معتقلاً إدارياً يقبع معظمهم ما بين سجون (عوفر، النقب، مجدو)، من بينهم 7 أطفال وأسيرتان.
سياسياً، أكّد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أن الاحتلال يواصل اعتداءاته على أراضي وممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية، خدمةً لمخططاته الاستيطانية التوسعية.
ولفت الشيخ أيضاً إلى انتهاكات الاحتلال التعسفية بحق الأسيرات والأسرى في معتقلاته، ولا سيّما سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق المرضى منهم، داعياً المجتمع الدولي إلى العمل جدياً، والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه تلك، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وصولاً إلى إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.