كرة الأولى بين الهواية المقيتة وإنجاز التأهل إلى الدرجة الممتازة
ناصر النجار
تشتدّ المنافسات هذه الأيام بين فرق الدرجة الأولى لكرة القدم على التأهل إلى الدور الثاني المؤهل إلى الدوري الممتاز، الدور الأول سيسدل الستار على مبارياته الأسبوع القادم وستخلد ثلثا الفرق وعددها 16 فريقاً إلى سبات عميق حتى مطلع الموسم القادم وستبقى في المنافسة ثمانية فرق يتأهل منها فريقان إلى الدرجة الممتازة.
بالنسبة إلى الهبوط فإن أربعة فرق ستهبط إلى الدرجة الثانية، وهي الفرق التي احتلت المركز الأخير في المجموعات الأربع.
الدوري الكروي في هذه الدرجة فريد من نوعه بالعالم كله، فما معنى أن يلعب فريق عشر أو ثماني مباريات في شهرين ثم يخلد للراحة بقية الأشهر، فالفرق التي خرجت من السباق وكما قلنا عددها 16 فريقاً ستبقى على الانتظار حتى شهر تشرين الثاني القادم موعد انطلاق الموسم الجديد، وبمثل هذا التفكير الرهيب لن نجد كرة زاهرة في الدرجة الأولى ولن نجد فرقاً عامرة بكرة القدم!.
حتى الدور الثاني فإنه يجري على مبدأ تقسيم المقسّم، ولو أن المتأهلين الثمانية لعبوا في دوري كامل من مجموعة واحدة لهان الأمر وقلنا إن طريقة الدوري هي اختيار الفرق الأفضل لمتابعة المسيرة، ولكن الفرق الثمانية ستتوزع إلى مجموعتين تضمّ كل واحدة أربعة فرق يتأهل الأول والثاني إلى التصفية الأخيرة المؤهلة للدوري الممتاز.
ولو افترضنا أن فريق المحافظة كان أحد المتأهلين إلى الدوري الممتاز فإن وصوله إلى دور المحترفين كلفه خوض ثماني مباريات في الدور الأول وستٍ في الثاني ومباراتين في النهائي والمجموع ست عشرة مباراة، فهل هذا العدد من المباريات كافٍ لفريق سيدخل الدوري الاحترافي؟.
من هنا نجد أن الهوة متسعة بين الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى، وهذه الهوة يفسّرها الحدّ الفاصل بين الهواية والاحتراف، ففرق الدرجة الممتازة فرق محترفة حسب النظام المتّبع في كرتنا، بينما فرق الدرجة الأولى فرق هاوية وهي أقرب بشكلها ومضمونها إلى فرق الأحياء الشعبية، لذلك لم نجد فريقاً انتقل من الدرجة الأولى إلى الممتازة استطاع البقاء والصمود، وما لبث أن عاد سريعاً من حيث أتى والأمثلة كثيرة.
من هنا نجد أن ثقافة أنديتنا مقتصرة على اعتبار أن التأهل إلى الدوري الممتاز هو إنجاز وكفى، وبعدها لا يهمّ ماذا سيحدث، وبمثل هذه الثقافة الكروية لن تُبصر كرتنا نور التقدم والتطور.