زاخاروفا: تسليح نظام كييف بالطائرات يقود إلى التصعيد
موسكو – نيويورك – تقارير:
سخرت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول تسليح نظام كييف بالطائرات، مؤكدة أن إجراء كهذا يزيد من شهية الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للحرب.
وتعليقاً على تصريحات ماكرون بشأن عدم استبعاده إمكانية تسليم طائرات إلى أوكرانيا وتصريحات وزير دفاعه سيباستيان ليكورنو إنه لا توجد محظورات لباريس بشأن مسألة الشحنات المحتملة للطائرات المقاتلة إلى أوكرانيا، قالت زاخاروفا وفقاً لوكالة نوفوستي، هذا نوع من السخافة، هل الرئيس الفرنسي واثق حقاً من أنه إذا ما تم توفير الأسلحة الثقيلة فلن يؤدي ذلك إلى تصعيد الموقف، إن مثل هذه التصريحات لا تؤدي سوى إلى زيادة الشهية التي لا سقف لها لدى نظام زيلينسكي.
وتساءلت ساخرة: هل ستنثر تلك الطائرات إذاً الحلوى والبسكويت، مؤكدة أن الأسلحة الغربية تستخدمها كييف في قصف المستشفيات وقتل المدنيين.
من جهته، أكد سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنطونوف أن الولايات المتحدة تناقض نفسها في التصريحات حول عمل المختبرات البيولوجية الأمريكية على أراضي أوكرانيا، وهو ما يثبت تورّطها في هذه الأنشطة المشبوهة.
ونقل موقع روسيا اليوم عن أنطونوف قوله تعليقاً على تصريحات جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي زعم أن واشنطن في إطار النشاط البيولوجي في أوكرانيا هدفت لمنع حدوث جائحة ولم تشارك في تطوير أسلحة بيولوجية: إن “الأمريكيين يناقضون أنفسهم، لو كان برنامج العمل يتسم بطبيعة سلمية بحتة لماذا تم وقفه وإغلاق المختبرات بسرعة، ولماذا كان يعمل هناك مختصون عسكريون وليس مدنيين، والجواب واضح كان لدى واشنطن وما زال لديها ما تخفيه”.
وتابع أنطونوف: إن “هذا ما أكده كيربي نفسه الذي أفاد بأنه تم إغلاق المشاريع ووقف عمل المختبرات قبل بدء العملية العسكرية الروسية، ما يعني أنه تم عمل كل شيء لضمان عدم وقوع نتائج البحوث في أيدي الجيش الروسي”، لافتاً إلى أن وزارة الدفاع الروسية أشارت مراراً إلى دلائل على تنفيذ الولايات المتحدة لبرامج مزدوجة الغرض، واستخدامها أوكرانيا كمكان اختبار لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، وتم خلال ذلك استخدام الفئات الأكثر ضعفاً من السكان المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى، وتثبت المواد التي حصل عليها الجيش الروسي أن البنتاغون ركز على إنشاء مكونات أسلحة بيولوجية.
وأشار السفير الروسي إلى أن واشنطن تنقل الآن بنشاط الأبحاث غير المنجزة في أوكرانيا إلى دول آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية، ولتحويل الانتباه يجري كل ذلك تحت غطاء مؤسسات مدنية مثل وزارة الطاقة والصحة وغيرهما، لكي يتجنب البنتاغون أي انتقاد.
وشدّد أنطونوف على أن الجانب الأمريكي سيضطر عاجلاً أم آجلاً للردّ على الأسئلة التي تطرحها روسيا.
كذلك أكد أنطونوف أن روسيا التزمت بدقة بمعاهدة خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحدّ منها “ستارت” طوال السنوات الماضية خلافاً لواشنطن.
وفي تعليقه على التقرير الذي أعدّته وزارة الخارجية الأمريكية ومفاده أن روسيا وفق المزاعم لم تنفّذ شروط معاهدة “ستارت”، وقد تعود إلى تنفيذها من خلال السماح بإجراء أعمال التفتيش في أراضيها والموافقة على عقد اللجنة التشاورية الثنائية، قال أنطونوف: “في العام الجاري وفي ضوء المواجهة المسعورة مع روسيا التي بدأها الغرب كانت الإدارة الأمريكية حريصة بوضوح على تقديم مجموعة أخرى من الاتهامات في مجال الحد من الأسلحة، والتي لا أساس لها من الصحة، ولأول مرة كانت الاتهامات تخص معاهدة “ستارت” التي التزمت بها بلادنا بدقة طوال السنوات الماضية خلافاً لواشنطن التي قامت بسحب غير مشروع لمئات أنواع السلاح الاستراتيجي من المعاهدة”.
وأضاف: “تحافظ روسيا على تمسّكها بأهداف معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، ولا تزال تعدّها آلية فعّالة في مجال الاستقرار الاستراتيجي وضمان القدرة على التنبّؤ في العلاقات بين الدول النووية الكبرى، وننوي مواصلة مراعاة القيود الرئيسية للمعاهدة وتبادل المعلومات المناسبة”، مؤكداً أن المسؤولية عن التصعيد حول معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية تتحمّلها الولايات المتحدة بالكامل.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أكد أن موسكو لن تسعى لإرغام واشنطن على أن تبقى طرفاً في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “ستارت3”.
وفي شأن آخر، أعلن الممثل الخاص لوزارة الخارجية الروسية المعني بالتعاون في مجال احترام الحق في حرية الدين غينادي أكالدوفيتش، أن اضطهاد نظام كييف للكنيسة الأرثوذكسية يمكن أن يؤدّي إلى أكبر صراع بين الطوائف في تاريخ أوروبا الحديث.
ونقلت “سبوتنيك” عن أكالدوفيتش قوله في تصريح اليوم: “في اجتماع عقد مؤخراً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفتنا الانتباه إلى العواقب التهديدية لسياسة كييف المتمثلة في اضطهاد الأرثوذكسية القانونية، التي يمكن أن تؤدّي إلى أكبر صراع بين الطوائف في التاريخ الأوروبي الحديث”، مشيراً إلى أن “الغرب شنّ هجوماً كبيراً على كل ما هو روسي، بما في ذلك ممثلو الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، كما أن كييف والغرب يحاولان الفصل بين الروس والأوكرانيين على أساس الدين، وهذه العملية تكتسب قوة تدميرية تنذر بالخطر”.
وتابع أكالدوفيتش: “منذ بداية العملية العسكرية الخاصة شهدنا هجوماً مباشراً على الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أيضاً، حيث تعرّض ممثلوها في عدد من البلدان وكذلك رجال الدين في الكنائس المستقلة لضغوط معنوية ونفسية شديدة”.
وأشار إلى أن الكهنة الأرثوذكس يضطرّون إلى إدانة العملية العسكرية لموسكو في أوكرانيا وسياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل لا لبس فيه، وإلى قطع العلاقات مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ودعم الكنيسة الأوكرانية.
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة قال في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي: إن روسيا لديها معلومات حول عدد من المبادرات في أوكرانيا التي تهدف إلى التصفية الكاملة للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
من جهةٍ ثانية، أكد مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أن رهان حلف شمال الأطلسي “ناتو” على هزيمة روسيا في أوكرانيا لن يتحقّق.
وقال ناريشكين لوكالة سبوتنيك: إن “الناتو يضاعف الرهان على الصراع في أوكرانيا، بسبب احتفاظه بأحلام هزيمة روسيا الاستراتيجية، لكن هذا لن يحدث”.
وكان ناريشكين أكد في تصريحات له أمس أن الرأي العام في دول أوروبا ليس موحّداً، كما ترغب الولايات المتحدة.
إلى ذلك، أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد في روسيا الاتحادية فالنتينا ماتفيينكو أن بلادها مستعدة لإجراء مفاوضات بشأن الوضع في أوكرانيا، إذا أظهر نظام كييف أيضاً استعداداً حقيقياً لذلك.
وقالت ماتفيينكو للصحفيين اليوم في موسكو: موقفنا واضح ومفهوم وشفاف، ونحن مستعدون للمفاوضات وليس للوعود، ودون الشروط المسبقة التي يحاولون طرحها، وإذا كان نظام كييف جاهزاً لمفاوضات حقيقية فنحن لا نراه بهذه الصورة.
ولفتت إلى أن زيادة توريد الأسلحة من الولايات المتحدة بما في ذلك الأسلحة الهجومية لا تدل على أنها بأي حال دعوة للسلام، مشيرة إلى أن واشنطن ليست مهتمة بإنهاء الأزمة في أوكرانيا، وإنما في تصعيدها وإطالة أمدها.