أوكرانيا إلى الفخ مجدداً
هيفاء علي
اتخذ الجيش الروسي خطوتين مهمّتين لتغيير ميزان القوى في أوكرانيا: الأول كان الانسحاب من منطقة خيرسون، جنوب نهر الدنيبر إلى خط لا يمكن للأوكرانيين تجاوزه، واستقرار خط الدفاع على محور كوبيانسك- كريمينا. والثاني كان بالهجوم متوسط النطاق في منطقة بخموت في 5 اتجاهات بين دونيتسك وأوغليدار.
نتج عن الخطوة الثانية نقل جميع الاحتياطيات المتاحة من كييف إلى المقدمة ومشاركتهم في القتال. ولهذا السبب، فإن فتح اتجاه هجومي جديد من قبل روسيا سيكون كارثياً على الجيش الأوكراني، وبفضل استراتيجية روسيا الوقائية ذات الخطوتين، فإن الدفعة الجديدة من شحنات الأسلحة التي قدّمها الناتو، إذا وصلت إلى وجهتها، لن تكون قادرة على تشكيل قوة هجومية قوية، كما كانت تأمل واشنطن، فالدروع وقطع المدفعية والأنظمة المضادة للدبابات والذخيرة ذات الصلة المتفق عليها في “رامشتاين” تكفي بالكاد لملء “الجيوب” التي أحدثها الجيش الروسي في الماكينة الأوكرانية خلال الشهرين الماضيين. وبالتالي، إذا أُجبرت أوكرانيا، خلال الشهرين المقبلين، على شنّ هجوم مضاد لتظهر لرعاة الناتو الآثار المروعة للأسلحة التي تلقتها، فسوف تقع في الفخ، لأن الجيش الروسي تعلّم الدرس جيداً. بمعنى أن فيلقاً واحداً على الأقل من الجيش الأوكراني سوف يدخل بسرعة عالية من خلال الثغرات التي أنشأها الجيش الروسي بعيداً قدر الإمكان عن خط المواجهة.
وبحلول الوقت الذي يدركون فيه أنهم وقعوا في الفخ، سيتمّ تطويق الأوكرانيين والقضاء عليهم. من جهة أخرى دعا نائب وزير الخارجية الأوكراني أندريه ميلنيك ألمانيا إلى المساعدة في تعزيز القدرات البحرية لكييف، وعرض تسليم غواصة وفرقاطة إلى بلاده، وذلك عقب موافقة ألمانيا مؤخراً على إرسال 14 دبابة قتال رئيسية من طراز ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، حيث أجبرت على التراجع عن موقفها نتيجة الضغوط الأمريكية، وضغوط حلفائها في الناتو. وقد أشارت برلين أيضاً إلى أنها ستسمح للدول الأخرى التي لديها دبابات ألمانية بتسليمها إلى أوكرانيا. وكان المسؤول الأوكراني قد طلب من السلطات الألمانية نقل الفرقاطة “لوبيخ” المتوقفة عن الخدمة منذ 23 عاماً إلى أوكرانيا لمواجهة الغواصات والسفن الحربية الروسية في البحر الأسود، مضيفاً أنه إذا لم يتمّ نقل السفينة الحربية بأكملها، فلن تكون القوات الأوكرانية قادرة على المواجهة، على حدّ قوله.
يُذكر أن حجم المساعدات العسكرية المقدمة من دول الاتحاد الأوربي لأوكرانيا، حتى الآن، بلغ 3،1 مليارات دولار، بالإضافة إلى 1،5 مليار دولار مقدمة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي، و2،1 مليار دولار مقدمة من “بنك الاستثمار الأوروبي”، أما الولايات المتحدة فقد قدمت ما قيمته 8،15 مليارات دولار من المساعدات العسكرية.
ومن الواضح أن هدف الولايات المتحدة المعلن هو تقسيم روسيا إلى أجزاء صغيرة، ثم ملاحقة الصين ومنافسيها الآخرين، من أجل أن تبقى أمريكا أكبر وأقوى دولة على هذا الكوكب، وهذا كله جزء من النقاش حول ما إذا كان سيكون هناك عالم متعدّد الأقطاب أو عالم أحادي القطب.
والسؤال من أسقط القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي دون أي حساب أو عقاب؟ ومن نظم الحروب و”الثورات الملونة” في كوريا وفيتنام وأفغانستان وليبيا وسورية وموزمبيق وأفريقيا الوسطى؟.
إن وقائع الأحداث تثبت أن الولايات المتحدة هي عصابة إجرامية تعيش على نهب الأموال والموارد من جميع أنحاء العالم، وخير مثال على ذلك هو تدريب عملاء وكالة المخابرات المركزية لأسامة بن لادن، وتزويد”داعش” بالأموال والأسلحة في سورية ودول أخرى. لقد استقطب الأمريكيون كلّ الخارجين عن القانون والإرهابيين في جميع أنحاء العالم، ويجندونهم ويدربونهم بحيث تكون هناك مشكلات في كل مكان!.