مجهولو النسب في ندوة باللاذقية
اللاذقية – ربا حسين:
اتفق المشاركون في الندوة الحوارية التي استضافها أمس المركز الثقافي في اللاذقية، وحملت عنوان “إسقاطات الحرب على الأطفال وقضية مجهولي النسب”، على أنَّ ظاهرة الأطفال مجهولي النسب ظاهرة قديمة في كلّ المجتمعات، ومنها المجتمع السّوري، معبّرين عن أهمية المرسوم التشريعي رقم 2 لعام 2023، الخاص برعاية وتنظيم شؤون الأطفال مجهولي النسب، بما يكفل لهم ضمان التمتّع بجميع الحقوق دون تمييز، ويضمن لهم الحماية القانونية والرعاية الاجتماعية في إطار بيئة إنسانية تعوّضُهم الفقد الذي يعانونه وتؤمّن لهم التربية والنمو ليكونوا في المستقبل جزءاً لا يتجزأ من المجتمع.
المحامي عادل دواي الذي شارك بالندوة، بيّن لـ”البعث” أن قضية الأطفال مجهولي النسب مهمّة جداً، وقد حاولت الندوة قدر المستطاع الإضاءة على المرسوم إلى حين صدور التعليمات التنفيذية، وقال: إن هذا القانون جاء ليوضح أنّ مجهولي النسب أصبحَ لهم هيئة تُعنى بهم تُسمّى “بيوت لحن الحياة”، وهي هيئة عامة ذات طابع إداري، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، وتتبع للشؤون الاجتماعية والعمل، مشيراً إلى الشروط التي يجب توفرها بالزوجين عندما يرغبان في تبنّي ولد من هيئة “بيوت لحن الحياة”.
المحامية عفراء الخطيب أوضحت أنّ مجهولي النسب هم الأطفال الذين لم يُعرف والداهم، ولم يثبت نسبهم لأحد، وتابعت: أوضحنا في الندوة ما هي الإجراءات المتبعة في حالة العثور على طفل، وتكلّمنا عن مرسوم إنشاء هيئة عامة لبيوت لحن الحياة التي تُعنى بمجهولي النسب، وتأمين الرعاية والاهتمام لهم، والتي مقرّها محافظة ريف دمشق، وستُصبح وفق هذا المرسوم مرجعية رسمية مسؤولة عن رعاية الأطفال مجهولي النسب وضمان حياتهم واحتياجاتهم ونموّهم، حيثُ تُساعدها في مهمّتها هذه مؤسسات المجتمع الأهلي وجمعياته، مشيرة إلى العقوبات المفروضة على الأشخاص عند عثورهم على طفل وعدم تسليمه، والإجراءات المتّبعة من حين وصول الطفل إلى مركز الشرطة إلى حين استلامه من دور لحن الحياة، وقالت: إن القانون ما زال يخجل من أخذ البصمة الوراثية.
الإعلامي حيدر يونس مدير الندوة قال: بعد صدور المرسوم تمّت الدعوة من مديرية الثقافة لإجراء الندوة، لأن الأطفال هم من يرسمون المستقبل ويحتاجون إلى رعاية من أجل ضمان مستقبلٍ زاهرٍ لهم.