تزويد كييف بالسلاح الثقيل إشعالٌ لحربٍ عالمية ثالثة أم نووية؟
تقرير إخباري:
ما إن قرّرت الحكومة الألمانية إرسال دبابات ليوبارد2 إلى أوكرانيا، حتى غصّت الشوارع الألمانية وخاصةً مدينة ميونخ احتجاجاً على قرار حكومتها، فهل سينجح الشعب ويقلب الطاولة على رأس حكومته؟ أم سيكون قرار التزويد إنذاراً بقرع طبول حرب عالمية ثالثة ربما تكون نووية؟ ومن سيشعلها؟.
على نحو يقارب السنة من عمر العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا لتحرير إقليم دونباس وحماية السكان الناطقين بالروسية، تعرّت دول الغرب وانقشع الغمام وأدركت الشعوب أن حكامها ما هم إلا بيادق بأيدي واشنطن تُدار وفق أهوائها ومصالحها، وهذا ما ترجمته شعارات المواطنين الألمان المناهضة للأزمة الأوكرانية، والمندّدة بنقل دبابات “ليوبارد2” إلى كييف، حيث طالبوا بحلٍ دبلوماسي من شأنه بناء عالم خالٍ من الأسلحة والعقوبات بعد أن أدركوا أنهم وقود حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل زجّتهم بها حكومة بلادهم لتحقيق مآرب عجوز البيت الأبيض، ومن بعده دول “ناتو”، في محاولة منهم لتسيّد العالم وإحكام قبضتهم عليه، بينما وصف زعيم الكتلة اليسارية ديتمار بارتش قرار حكومة بلاده بالمثير للقلق والخطير لأنه سيقرّبهم ويزجّ بهم في خضمّ حرب عالمية ثالثة.
تزويد قوات كييف بالدبابات ربما سيكون وفق زعم المستشار الألماني أولاف شولتس فعّالاً للغاية ومفيداً في الصراع لجهة استنزاف القوات الروسية في أوكرانيا، ومن جهة أخرى لتحقيق وهم سحق الجيش الأحمر ودحره على أعقابه إبان الخطر الذي استشعروه إثر سلسلة الانتصارات التي حققها الجيش الروسي وتقدّمه في إقليم دونباس، ونسبة التأييد التي حصدها من المقاطعات التي أعلنت ولاءها وانضمامها لروسيا، ما أفقد جو بايدن صوابه وجعله كالثور الهائج يصرّ على إفراغ مستودعات أسلحته وذخيرته لمصلحة قوات كييف التي تقاتل بالنيابة عنه، فالصراع في كييف بات كسر عظم بالنسبة لدول حلف شمال الأطلسي وأتباعه الذين زجّوا بقواتهم وقادتهم تحت مسمّى مرتزقة لقتال الجيش الأحمر، في محاولة لمساندة رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في هجومه المتوقع في الربيع المقبل.
ويرى محللون أن تلك الأسلحة والدبابات ستواجه حكماً مصير دبابات “تايغر” قبل 80 عاماً، فبحسب مجريات الأحداث، التاريخ يعيد نفسه، إذ إن أمريكا ودول الأطلسي لم تتعلّم دروس هزيمة ألمانيا النازية في ستالينغراد، فميركل التي كانت تشغل منصب المستشارة خدعت المجتمع الدولي وشعبها وساعدت نظام كييف النازي في الاستعداد للحرب، وذهب المستشار الحالي شولتس إلى أبعد من ذلك حيث قرّر إرسال دبابات ألمانية للقتال ضد روسيا التي أكدت أن مصيرها الحرق كما كان قبل 80 عاماً، إذ سيتم حرق الفهود “ليوبارد” مكرّراً مصير النمور (تايغر).
أما الناتو الذي ينفي وجوده الرسمي في أوكرانيا، فقد رحّب بقرار ضخ الأسلحة، وهذا يعارض تصريحات المستشار الألماني بعدم رغبة الحلف المشاركة المباشرة في الصراع، وسيتم استبعاد إرسال جنود الحلف إلى أوكرانيا، كما لن يتم فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا بأي حالٍ من الأحوال، وهذه التصريحات منافية بالمطلق للواقع الذي دأبت عليه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي منذ إطلاق العملية الروسية لتطهير دونباس من النازيين، وذلك عبر مليارات الدولارات التي ضخّت لتسليح المرتزقة في أوكرانيا.
في نهاية المطاف، يرى مراقبون للمشهد أن تزويد نظام كييف بالدبابات أو الطائرات لن يؤدّي سوى لمزيد من تدمير أوكرانيا، كما سيؤدّي إلى إطالة أمد الأزمة وفق رغبةٍ غربية حقيقية بألا تخسر أوكرانيا، تقابلها رغبةٌ عارمة بألّا تُحقّق روسيا أهدافها في إقليم دونباس، ما يعني في الختام أن النازية مصرّة على إعادة الكرّة لتلقى المصير ذاته.
ليندا تلي