دانه أبو محمود إلى نصف نهائيات “أمير الشعراء” في الإمارات
اختارت السورية “دانه أبو محمود” الشعر صوتاً لها لتثبت موهبتها في المسابقات المحلية والعربية، ولتؤكد أن الإنسان قادر على تخطي كل ما يمكن أن يعترض طريقه من عقبات وصعاب، وأن يصنع لنفسه نمط حياة كما يطمح وكما يُحب.
دانه التي تحمل اليوم اسم وطنها عبر المنابر الشعرية العربية من خلال مشاركتها في مسابقة “أمير الشعراء” بموسمها العاشر في دولة الإمارات العربية المتحدة وصلت إلى نصف النهائيات، بعد أن مرت بمراحل عديدة كان أولها إرسال النص الشعري ومرفقاته اللازمة، حيث تقدم لهذه المرحلة 1300 شاعر وشاعرة من مختلف الدول العربية، ليتم اختيار 150 منهم لينتقلوا بعدها إلى جولة المقابلات الأولى مع اللجنة، حيث حصلت فيها على إجازة النص بالإجماع.
المرحلة التالية كانت اختيار دانه ضمن أربعين شاعرا فقط من الذين تمت إجازة نصوصهم للخوض في رحلة الارتجال التي لم تكن بالخطوة السهلة، وتحدثت عنها دانه في تصريح لـ سانا بالقول: “تعد هذه المرحلة أكثر صعوبة لكون فكرة كتابة أبيات شعرية في غضون دقيقتين وأنت محاط بعدد من الكاميرات وطاقم الإعداد والإخراج وعلى يمينك مؤقت زمني يدق لإنذارك بما تبقى من الوقت، وأمامك لجنة تنتظر ما تقوله لتحكم عليه، هو جو أبعد ما يكون عن الشاعرية الهادئة التي اعتدنا على الكتابة فيها، فالحالة العامة والوضع النفسي مختلفان تماماً”.
بعدها انتقلت دانه إلى مرحلة اختيار عشرين شاعرا فقط لينطلقوا ضمن حلقات البث المباشر، وهي أكثر “تشويقاً” لتحصل فيها على ثاني أعلى نسبة تصويت جماهيري، ما مكنها من الوصول إلى مرحلة نصف النهائيات في البرنامج، وهي الآن في فترة التحضير للخوض في غمار هذه التجربة الصعبة.
الموهبة وحدها في أي مجال يختاره الإنسان لا تكفي فهي بحاجة وفق دانه، إلى الصقل بالثقافة والمراس الذي اجتهدت عليه في مراحل مبكرة من حياتها، فعكفت على القراءة بشكل مكثف، وبدأت بالتعمق في دراسة الشعر العربي وأساليب الشعراء وحفظت منه الكثير وكونت مخزوناً لغوياً “ثقافياً أدبياً”، مكنها من امتلاك ناصية اللغة عند الكتابة والإمساك بزمامها فامتلكت أسلوباً خاصاً وطابعاً مستقلاً فيها.
تعلقها الشديد بالشعر في أولى مراحل المراهقة كان له الأثر الأكبر على اختيار دانه مجال دراستها الأكاديمية، فقد بلغ شغفها بالشعر وعشقها له درجة جعلتها لا تكتفي بوصفه مجرد موهبة في أوقات الفراغ فحسب، وإنما أرادت أن يكون نمطا لحياتها القادمة ومهنة تحبها، فاتخذت القرار بأن تخوض أكاديمياً دراسة الأدب العربي الذي لا يزال حسب تعبيرها “ملاذ روحها وسكينة نفسها”، وكان لشدة شغفها به “كلما أبحرت فيه أكثر ونهلت من نبعه ازدادت تعطشا له”، الأمر الذي جعلها بعد حصولها على الإجازة الجامعية من كلية الآداب قسم اللغة العربية تتابع دراسة الماجستير مختصة في النقد الأدبي الحديث، وهي اليوم في طور إعداد رسالتها الأكاديمية في النقد.
وإلى جانب الشعر الفصيح تكتب دانه الشعر العامي “المحكي” الذي تصفه بـ (طفل الشعر المشاغب)، فترى نفسها بين هذين الصنفين من أصناف الشعر كالأم الحائرة بين ولدين، أحدهما أكثر نزقاً من الآخر وأكثر تمرداً على كسر المعايير والحواجز وأكثر عناداً، لكنها تحبه رغم كل ذلك بمقدار أخيه، وفق تعبيرها.
وعنه قالت دانه: “نعم أكتب الشعر المحكي الغنائي فهو يمثل بالنسبة لي لحظة من لحظات الترف الذهني، والمتعة التي تخرجني من صرامة وجدة الشعر الفصيح إلى فسحة أكثر رحابة”، مبينة أنه منذ فترة ليست ببعيدة بدأت العمل على صناعة محتوى الأغنية، أي كتابة كلمات تصلح لأن تغنى بما يتماشى مع ذائقة العصر الحديث، وتم تلحين عدد من الأغاني لها.